يعتبر آفة حلم التين Aceria ficus من الآفات الزراعية التي تصنف كحيوانات ضارة بأشجار التين، كما أنه يسبب تدني في الإنتاجية وضعفًا عامًا للشجرة ويعد عاملاً في جذب الآفات الأخرى إليها، فما هو هذا الحيوان الضار، وكيف يمكن للمزارع معرفة الإصابة بحلم التين، وما هي سبل مكافحة آفة حلم التين؟ تعرف على وصف هذا الحيوان ودورة الحياة وطرق المكافحة.
حلم التين
في الحقيقة، إن آفة حلم التين ليس حشرة أو بكتريا، كما أنه ليس فيروسًا أو فطرًا، إنه مجرد حيوان. يعتبر حيوان الحلم الذي يصيب التين آفة زراعية تهدد أشجار التين وإنتاجيتها على المدى القصير والبعيد في ذات الوقت. ينتشر هذا الحلم في مناطق زراعة التين حول العالم.
حيث يتواجد في دول شرق المتوسط، كما يتواجد في أوروبا، وأفريقيا، وآسيا. قدرت العتبة الاقتصادية أضرارًا بحلم التين في مناطق زراعته تقدر بحوالي ٤٠% مع تفاقم الإصابة، لذلك فإن أضرار هذا الحيوان لا يستهان بها.
وصف الحيوان
إن آفة حلم التين هو حلم صغير الحجم وأصغر من البق وحشرة المن. يبلغ طوله حوالي ٢٠٠ ميكرون، ولهذا السبب في الحقيقة لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة. رغم ذلك، يمكن العثور عليه ضمن البراعم أو على السطح السفلي للأوراق.
الإصابة بحلم التين
مظاهر الإصابة بهذا الحيوان
إن الطور الضار من آفة حلم التين هو الحيوان سواء في الطور الكامل أو غير الكامل. يهاجم الحيوان البراعم في بداية فصل الربيع فيمتص عصارتها ثم ينجم عن ذلك ضعفها ثم موتها. بعد ذلك، يهاجر الحلم إلى الأوراق الحديثة النمو، فيتغذى عليها بامتصاص العصارة النباتية من سطحها السفلي. نتيجة لذلك، تظهر على الأوراق بدايةً بقع صغيرة عديمة اللون، ثم تتلون باللون الصدئي وأخيرًا تجف ثم تموت.
بالإضافة لذلك، فإن الحيوان يهاجم الثمار عند حدوث العقد، ويهاجم بشكل مجموعات، فيحدُّ من تفتح الثمار، وكذلك يسبب ضعف نموها فموتها. عمومًا، ورغم كل ما تقدم، فإن أضرار الحلم محدودة على الأغلب.
خطورة حلم التين
في واقع الأمر، فإن آفة حلم التين قد لا يكون خطيرًا في أغلب الحالات. رغم ذلك، هناك أوقات قد تشتد فيها الإصابة نتيجة عدم عناية المزارع بشجرة التين أو الأشجار المحيطة بها. مع تفاقم الإصابة بالحلم، فإنه يضعف أشجار التين وأماكن الإصابة.
نتيجة لما تقدم، تتشجع آفات أخرى لمهاجمة الأشجار ومن أهمها حفار ساق التين الاستوائي، والنطاطات وحشرات القلف وغيرها. بعد ذلك، ومع تفاقم الخطورة، وتهديد الشجرة وما يجاورها من أشجار، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات.
متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟
في الأعم الأغلب، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة لآفة حلم التين بصورة خاصة. إن أضرار هذا الحلم في أغلب الحالات تكون محدودة ولا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة إلا حين يصل الضرر إلى العتبة الاقتصادية أو ما يسمى (الحد الحرج للضرر الاقتصادي).
بمعنى آخر، نلجأ للمكافحة المتكاملة فقط عندما يتوقع المزارع الضرر وهو يراقب الأشجار. نستنتج من ذلك أن المزارع عليه أن يقوم بجولات مراقبة دائمًا لأشجار التين، ليتأكد من خلوها من آفات الحفر وحشرات القلف وغيرها. كما عليه أن يعتني بأشجار التين بوضع مصائد الفراشات والنطاطات التي تعلق على الأشجار ويوضع بها مادة الأمونيوم.
عوامل تشجع الإصابة
بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بآفة حلم التين. من أهم 4 عوامل تشجع على الإصابة الآتي:
- عدم عناية المزارع بأشجار التين بصورة عامة (ري، تسميد، تقليم)
- كما أن وجود بعض الآفات الخطيرة قد يسبب الإصابة بالحلم، كوجود الدبور الأحمر مثلاً
- بالإضافة لذلك، فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة جائرة وغير مدروسة، يتسبب في الإصابة
- الاعتماد على التسميد الآزوتي وحده يشجع الإصابة بالحلم وغيره من الآفات
دورة الحياة
تتواجد آفة حلم التين خلال فصل الشتاء ضمن البراعم. كما يمكن أن يتواجد على الأوراق (وخاصة السطح السفلي) وكذلك الثمار خلال فصول الربيع، والصيف، والخريف. بعد التزاوج، تضع الأنثى بيضها تحت حراشف البراعم، أو على السطح السفلي للأوراق، أو على الثمار نفسها. بعد ذلك، فإن الحوريات التي تخرج تشرع في التغذية في أماكنها على البراعم والثمار والأوراق والتهام عصارة النبات.
كما أن الحلم لا يسلك سلوك الحفارات بل سلوك ماصات العصارة النباتية. يمر الحيوان بثلاثة أطوار هي البيضة ثم الحورية ثم الحلم الكامل (الحيوان). يختلف عدد أجيال الحلم حسب مكان التواجد. كما أن للحلم عدة أجيال في السنة الواحدة ويخلتف هذا العدد حسب الظروف البيئية السائدة، منها الرطوبة ودرجة الحرارة.
مكافحة حلم التين
سبل مكافحة هذا الحيوان
عند الاضطرار لمكافحة حلم التين، تتبع إجراءات وقائية، وأخرى علاجية استئصالية. وفي ما يلي:
مكافحة وقائية
تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية العامة بشجرة التين. يراعي المزارع عدم زيادة التسميد الآزوتي، والتسميد المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس. كما يراعي المزارع عدم إحداث جروح أثناء التقليم، والتقليم بشكل جيد سنويًا لشجرة التين. بالإضافة لذلك.
يجب على المزارع التخلص من الحشرات في الحقل أو البستان أو المزرعة. يمكن أيضًا للمزارع أن يستعمل المصائد الخاصة بفراشات الأنفاق والحفارات وغيرها، لأن وجود آفات أخرى يشجع الإصابة بحيوان الحلم.
مكافحة علاجية استئصالية
في حال تأكد المزارع من وجود الحلم بصورة تضر بالشجرة، تتم المكافحة بالمبيدات. يستعمل المزارع الزيوت الصيفية ويقويها بإضافة نيكوتين- سولفات nicotine- sulphate. كما يمكن استعمال المبيد كلوروبنزيلات (chlorobenzilate) يتم الرش أثناء وجود الحلم على الأوراق، كما يراعى إيصال الرش إلى السطوح السفلى للأوراق.
أيضًا يمكن للمزارع أن يرش باستعمال الكبريت المكروني فهو نافع جدًا في هذه الحالة. بالإضافة لذلك، في حال أراد المزارع مكافحة الحشرات الأخرى عليه أن يستعمل مبيدات تابعة للمجموعة الفوسفورية وليس المجموعة الباراثينوئيدية لأن هذه الأخيرة ضررها أكبر من نفعها.
الإدارة المتكاملة لآفة حلم التين
إن المقصود بالإدارة المتكاملة لآفة حلم التين، هي المكافحة المتكاملة نفسها بالإضافة إلى الإجراءات الزراعية والفزيولوجية والعناية بالبيئة العامة للحقل. يراعي المزارع قدر الإمكان الاستفادة من عمليات العناية بالحقل أو المزرعة أو البستان. يحرث المزارع الأرض بشكل جيد، زراعة سطحية قدر الإمكان وعدم المبالغة بعمليات الحراثة.
بالإضافة لذلك، يقوم المزارع بتقليم الأشجار بصورة جيدة سنويًا، كما يتم الرش بطرق سليمة وليس بطريقة التطويف أو الغمر. ينصح بأن يعتمد المزارع على مكافحة حيوية من خلال الفطور الممرضة للحشرات Buieveria bassiana والبكتريا الممرضة للحشرات Bacillus thuirengensis. كما يمكن للمزارع أن يطلق مفترسات Coccinellidae التي تكفي للحد من أعداد الآفات في الحقل.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حلم التين وأضرارها في حال انتشار الآفة، وكذلك نكون قد حددنا العوامل المشجعة على الإصابة، ودورة الحياة، وسبل المكافحة في حال تفشي الآفة. يجب على المزارع أن يكون حريصًا على العناية بأشجاره المثمرة قدر الإمكان، وخاصة في حمايتها من الآفات المختلفة. انطلاقًا من ذلك، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
عذراً التعليقات مغلقة