تعتبر سوسة اللوز (Almonds beetle) من أخطر الآفات الحفارة للخشب التي تصيب أشجار اللوزيات، وتؤدي إلى ضعف الأشجار وسحق عمرها الإنتاجي إلى حد كبير، وتقصف الأغصان والجذوع، كما أنها تؤدي لانجذاب حشرات خطيرة أخرى، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بسوسة اللوز، وما هي سبل مكافحة سوسة اللوز؟ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع إصابة أشجار اللوزيات بها، ومعلومات للمزارع.
آفة سوسة اللوز
إن سوسة اللوز تعد من أهم الآفات الزراعية على الإطلاق على أشجار اللوزيات، كما أن هذه الآفة تعتبر من أخطر الحشرات الحفارة سوية مع حشرات الكابنودس، وحفارات السوق والفروع والخشب الأخرى. تصيب هذه السوسة أشجار اللوزيات من لوز، وخوخ، ودراق، ومشمش، وجانرك، وتنتشر هذه الحشرة في كافة بقاع العالم تقريبًا، وتتواجد أينما تحل زراعة اللوزيات، وتصل أضرارها إلى 90% في بعض البساتين، وقد تقضي على بساتين بكاملها.
معلومات عن سوسة اللوز
وصف شكل الحشرة
النوع Scolytus amygdali digger
وصف الحشرة الكاملة واليرقة
إن الحشرة الكاملة من هذا النوع من سوسة اللوز خنفساء صغيرة بحوالي 4 مم عند تمام النضج. كما أن الجسم اسطواني الشكل، ذو لون بني باهت أو أسود، أما الرأس والصدر الأمامي فهما بلون أسود. قرن الاستشعار بني مصفر، وأما الغمدين فبلون بني يميل للأحمر الخشبي. كما توجد أيضًا بقع تشبه النقرات موزعة بخطوط طولية، بينما اليرقة فهي عديمة الأرجل، بيضاء اللون، ولا يزيد طول اليرقة في أغلب الأحوال عن 3.5 مم.
الإصابة بهذا النوع
تتجلى أعراض الإصابة بهذا النوع على صورة حفر وعمل أنفاق في جذوع وفروع اللوزيات. تهاجم الحشرة أشجار اللوزيات وتفضل الضعيفة غير المعتنى بها جيدًا، والتي تعرضت للجفاف والعطش الطويل أو لأشعة الشمس القوية الحارقة في الصيف. تحفر الحشرات أنفاقًا في القلف والخشب، ثم ينتج عن الإصابة الشديدة جفاف الفروع أو حتى الشجرة بالكامل. كما تشاهد على الأشجار صموغ تفرزها الأشجار كردة فعل مناعية للقضاء على الحشرة وهذه الصموغ قد تكون كفيلة بالتخلص منها، لكن يضطر للمكافحة في أغلب الأحوال.
النوع Scolytus regulosus digger
وصف الآفة
إن سوسة اللوز هذه هي خنفساء صغيرة، تشبه الحشرة السابقة، مع اختلاف شكلي بسيط. تشبه الحذاء في حال شاهدناها من الأعلى ونظرنا إلى ظهرها، وهذه الخنفساء بحجم 2- 2.8 ملم عند تمام النضج، وهي سوداء بنية اللون أو حمراء قرنفلية خشبية اللون. قرن الاستشعار مرفقي، وأما يرقة السوسة فعديمة الأرجل، بيضاء اللون مقوسة الشكل بحجم حوالي 2.8 ملم في العمر الكامل، تعيش اليرقات في أنفاقها في الخشب المحفور.
مظاهر الإصابة
طبيعة الإصابة
تختار سوسة اللوز هذه الأشجار الضعيفة في الحقل من اللوزيات كالخوخ والدراق والمشمش وغيرها، والأشجار المعرضة للشمس بشكل خاص، أو الأشجار التي تتعرض للعطش والجفاف أكثر من غيرها ولا تحمى بمادة كلسية من قبل المزارعين. أيضًا تفضل السوسة مهاجمة المناطق الحارة الجافة التي تزداد الحرارة فيها عن 32 مئوية، وتكره المناطق الرطبة.
مظاهر الإصابة والأنفاق
نتيجة لحفر الأنفاق ينتج عن الإصابة الشديدة يباس الفروع وأحيانًا شجرة اللوزيات بكاملها، وسقوط الأغصان وتقصف الجذوع وقظ يضطر المزارع لقطع تجديدي كامل. عند بالنسبة لأشكال الأنفاق، فالنفق الرئيسي يكون مستقيمًا، والأنفاق الثانوية العمودية تكون متعرجة على النفق الرئيسي وفيها صغار الأنثى أو اليرقات الحفارة. ومن أعراض الإصابة أيضًا إفراز الأشجار لمادة صمغية، كردة فعل مناعية فزيولوجية، تقوم بالقضاء على نسبة كبيرة من الحشرات ولكن هذا لا يعني أن المكافحة غير ضرورية.
خطورة سوسة اللوز
تنبع خطورة سوسة اللوز من جملة من العوامل التي لا بد للمزارع أن يلم بها، أهم العوامل:
- تختبئ اليرقات في أنفاقها مما يصعب عمليات المكافحة، وكذلك لا يتمكن المزارع من معرفة إصابة شجرة اللوزيات من الأساس.
- إن هذه الحشرة تهدد حياة شجرة اللوزيات بالكامل، وليس إنتاجها فقط، فهي حفارة جذوع وسيقان أساسية وهيكلية في شجرة اللوزيات.
- كما أن الإصابة نفسها تضعف الأشجار وتجذب آفات حفارة أخرى أهمها حشرات الكابنودس، أو حفار جذور اللوزيات، وحفارات الساق مثل Cerambyx dux fald الخطير.
- أيضًا فإن ضعف الشجرة العام يجذب آفات أخرى غير حفارة كالمن، والحشرات القشرية، والفراشات ونطاطات الأوراق، وديدان الثمار والبراعم وغيرها.
- هذه الحشرة قوية ويصعب القضاء على طورها الضار (اليرقات) حتى باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية.
عوامل تشجع الإصابة بالسوسة
من أهم العوامل المساعدة على الإصابة بسوسة اللوز خمسة:
- ارتفاع الحرارة 32- 35 مئوية وحدوث الجفاف ضمن بساتين أشجار اللوزيات من خوخ ولوز ودراق ومشمش وغيرها.
- عدم التسميد بسلفات البوتاسيوم، وبسوبر الفوسفات، مما يقلل العمليات الحيوية الحميدة في الشجرة ويضعف الخشب ويجعله أقل قدرة على مقاومة آفات الحفر.
- إهمال الحالة العامة لبساتين اللوزيات، وخاصىدة الري والتسميد الآزوتي.
- عدم طلي المزارع لأفرع الأشجار بمادة كلسية في الصيف وعند ارتفاع الحرارة، مما يتسبب في الجروح التي تشجع هذه الحشرة الحفارة على مهاجمة شجرة اللوزيات.
- بالإضافة لذلك، فإن التقليم الرديء أو عدم التقليم لأشجاى اللوزيات بطريقة سليمة، يشجع الإصابة، خاصة ترك الأفرع المتزاحمة.
دورة الحياة
الأجيال
إن دورة حياة سوسة اللوز تكون ممثلة بثلاثة أجيال في السنة وخاصة المناطق الساحلية من البحر المتوسط كالأردن ولبنان وسورية، حيث المناخ الملائم للحشرة فهو يجعلها تعطي أجيال أكثر. يظهر الجيل الأول مع أواخر الربيع في أيار/ مايو أو في حزيران، أما الجيل الثاني ففي أواخر آب/ أغسطس أو أوائل أيلول/ سبتمبر.
التشتية والتزاوج
تقضي السوسة فصل الشتاء بطور اليرقات الناضجة تحت القلف أو بين زوايا الأغصان في أشجار اللوزيات، وقد تكون أيضًا عذارى ساكنة مختبئة بين الأعشاب أو على الشجرو. تتزاوج، ثم تقوم الأنثى بحفر نفق أولي تحت القلف هو نفق التربية الرئيسي، بينما الأنفاق الثانوية تحفرها اليرقات الصغيرة الوليدة الخارجة من البيض. غالبًا تضع الحشرة حوالي 100- 160 بيضة على محيط النفق الأولي، ثم تعيد دورة الحياة من جديد.
مكافحة سوسة اللوز
سبل مكافحة الحشرة
من أجل مكافحة سوسة اللوز، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
مكافحة وقائية
إن المكافحة الوقائية أهم بكثير من العلاجية عند الحديث عن هذه السوسة، حيث يحرص المزارع قدر الإمكان على طلي أفرع الأشجار بمادة كلسية في الصيف (خاصة في آب/ أغسطس) لوقايتها من أشعة الشمس الحارقة، ولكي لا تحصل الجروح المشجعة للآفة. أيضًا يقوم المزارع بري أشجار اللوزيات من خوخ ولوز ودراق ومشمش مع تكرار الري 3- 4 مرات عند حدوث العقد. يراعي المزارع أن يكون الري على محيط الجذع خاصة لقتل أي آفات ساكنة تستعد لمهاجمة الشجرة. كما يقلم المزارع الأشجار ويزيل الأفرع المتشابكة والمتزاحمة التي لا نفع منها، ويكتفي بترك 3-4 أفرع رئيسية لشجرة اللوزيات من خوخ ودراق ولوز وغيرها. أيضًا يحرص المزارع قدر الإمكان على قطع أجزاء الأشجار المصابة وحرقها بعيدا عن بستان اللوزيات المصاب بالسوسة.
مكافحة علاجية استئصالية
المبيدات المستخدمة
رغم أن المكافحة بالمبيدات قد لا تنفع مع هذه الحشرة، فتتم المكافحة العلاجية باستعمال المبيدات بالرش على أشجار اللوزيات المصابة، حيث يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl. كما يمكن أيضًا استعمال المبيد إثيون ethion، وكذلك المبيد كارباريل (Carbaryl) بالرش على فروع وجذوع اللوزيات.
إجراءات أخرى
يمكن أن يتم دهن الأغصان والساق بمزيج المبيد براثيون ميثيل مع زيت الزيتون الرديء؛ يراعي المزارع أن يتم الدهن أثناء فصل السكون في الشتاء وقبل ظهور البراعم. كما يجب على المزارع الحرص على اختيار مكان الرش بدقة وهو الفروع والساق والأغصان المصابة، ورغم كل ما تقدم، يصعب جدا القضاء على هذه السوسة.
حلقة استعمال المبيدات
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين اللوزيات، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl. أما في الموسم التالي لإصابة اللوزيات من خوخ ودراق وغيرها فيستعمل المبيد إثيون ethion بالرش على أشجار اللوزيات مستهدفًا الجذوع والفروع. بينما في الموسم الثالث فالمبيد كرباريل Carbaryl بالرش على أشجار اللوزيات من فروع وسيقان وجذوع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وكذلك نفس التخصص.
برنامج الإدارة المتكاملة
إن الإدارة المتكاملة لسوسة اللوز وسيلة هامة لضمان الوقاية والمكافحة، وتتم الإدارة كالتالي:
- حراثة سطحية لترب أشجار اللوزيات (حراثة بعمق 10- 12سم) لتعنيم التربة وتفكيكها والقضاء على الآفات الساكنة.
- كما يتخلص المزارع تمامًا من الأعشاب المحيطة بالحقل لكي لا تختبئ العذارى الساكنة من السوسة ضمنها.
- أيضًا من الضروري استعمال مبيدات مأمونة كالمبيدات الفوسفورية المذكورة في فقرة المكافحة، والابتعاد عن المبيدات غير المنصوح بها.
- كذلك يجب على المزارع مكافحة الآفات الأخرى الفطرية والبكترية ضمن بساتين اللوزيات باستعمال المبيد Mancozeb.
- يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة ببساتين اللوزيات والمراقبة الدورية التي تجرى في بدايات الربيع أو أواخر الشتاء.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سوسة اللوز ومدى خطورتها كآفة حفارة تهدد حياة وإنتاج أشجار اللوزيات. كمت نكون قد نعرفنا إلى أهم 5 أسباب للإصابة بها كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على الإصابة، وسبل الوقاية والمكافحة وبرنامج الإدارة ضمن بساتين اللوزيات من لوز ومشمش وخوخ ودراق. يجب على المزارع أن يكون حريصًا كل الحرص على أشجاره المباركة، وأن يكافح الآفات الخطيرة ومنها هذه السوسة الشرهة للأشجار اللوزية.
عذراً التعليقات مغلقة