يعتبر حفار ساق اللوزيات (Almonds cerambyx dux) من الآفات الزراعية الحفارة الخطيرة التي تصيب أشجار اللوزيات من لوز ودراق وخوخ وغيرها، وتسبب ضعف الأشجار وسحق عمرها إلى حد كبير، فما هي حشرة حفار ساق اللوزيات، وكيف يمكن علاج حفار ساق اللوزيات عند إصابة البساتين والأشجار به وتضرر عمر الأشجار وإنتاجها؟ لنتعرف أيضًا على دورة حياتها ومدى خطورتها.
حشرة حفار ساق اللوزيات
في الحقيقة، تعد حشرة حفار ساق اللوزيات، من أخطر الحشرات الاقتصادية التي تصيب الأشجار اللوزية المثمرة وتؤدي لخسائر كبيرة في الإنتاجية، وضعف الأشجار، وقد تهدد حياة الأشجار بالكامل بالإضافة لذلك، تؤثر الآفة في زراعة الخوخ واللوز والدراق والمشمش والجانرك وبقية الأشجار المثمرة التي تصيبها، وتنتشر في بقاع العالم في الوطن العربي، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا.
وصف الحشرة
الحشرة الكاملة للآفة
بطبيعة الحال، ولأن الآفة تنتمي إلى فصيلة الخنافس، فإن الحشرة الكاملة من حفار ساق اللوزيات هي خنفساء كبيرة بقرون طويلة. الحشرة متطاولة الشكل، كبيرة الحجم قياسًا للكثير من الخنافس وقوية ومرعبة للبعض. يبلغ حجم الحشرة الكاملة حوالي 6 سم، وهي ذات لون رمادي أو أسود أو بني غامق محمر في المنتصف ومن الجهة السفلى. قرون الاستشعار متجهة للخلف ويصل طول القرون إلى 12 سم ويلاحظ أنها تكون أكبر من جسم الحشرة عند الذكر وأقصر من الغمدين عند الأنثى.
يرقات حفار ساق اللوزيات
أما يرقات الآفة، فهي كبيرة طولها عند اكتمال النمو حوالي 6- 10سم، حيث تتواجد اليرقات في منطقة الخشب من الفروع أو السوق المصابة من شجرة اللوزيات. بالإضافة لذلك، فاليرقات عديمة الأرجل تمامًا، بيضاء اللون، رأسها مزود بفكوك قوية وحادة لأنها شرسة ويصعب القضاء عليها. تعتبر اليرقات الطور الضار للآفة وتستهدف الفروع والسيقان والأغصان في أشجار اللوزيات كافتها.
الإصابة بحفار ساق اللوزيات
مظاهر الإصابة بالآفة
شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس
بطبيعة الحال، تتجلى أعراض الإصابة بحفار ساق اللوزيات من خلال وجود الأنفاق في الشجرة اللوزية المصابة. يمكن للمزارع ملاحظة الإصابة من خلال النشارة الخشبية الناعمة التي تفرزها اليرقات وتتجمع هذه النشارة حول الجذع ومسقط تاج الشجرة المصاب أو على الفروع. تحفر اليرقات أنفاقًا في السوق والأغصان خاصة الضعيفة والمعرضة لأشعة الشمس والتي لا تلقى الاهتمام الكافي من المزارع ضمن بساتين اللوزيات، خاصة مع ارتفاع الحرارة 32- 34 مئوية. مع تفاقم الإصابة، تنكسر الأغصان وتتساقط تباعًا، وقد تنكسر الأشجار بكاملها وتموت خاصة إن كان هناك في الشجرة الواحدة أكثر من 20- 25 يرقة حفارة شرسة. كذلك، تساعد الرياح في انكسار الأشجار والأغصان في بساتين اللوزيات وهذا يزيد الضرر.
دورة حياة حفار ساق اللوزيات
طور نشاط الآفة
يتميز حفار ساق اللوزيات، بطور نشاط صيفي أو ربيعي؛ وهذا لأنها تفضل ارتفاع الحرارة والاعتدال وكذلك حدوث الجفاف. ويعتبر الجو الدافئ 28- 32 مئوية مع أشعة الشمس البؤرة المناسبة لتطور الحشرة وتغذيتها. تظهر الحشرات الكاملة أو الخنافس في الحقول والبساتين خلال أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو. تضع الأنثى حوالي 50- 66 بيضة في شقوق القلف أو بين زوايا الأغصان أو بين الأوراق في الشجرة التي تنوي إصابتها. بعد ذلك، يفقس البيض بعد مدة تتراوح من 8- 35 يومًا ويختلف ذلك حسب المناخ والظروف.
سلوك يرقات الحشرة
في الحقيقة، تعتبر اليرقات الطور الضار المباشر للآفة، وانطلاقًا من ذلك، بمجرد خروج اليرقات من البيض فإنها تشرع في الحفر والتغذية ضمن سيقان وفروع أشجار اللوزيات. تحفر اليرقات أنفاقًا خلال القلف أولاً في الشجرة، حتى تصل لمنطقة الخشب وتتغذى فيها طوال طور التغذية، ومن المعروف أن اليرقات تنظف أنفاقها بإخراج النشارة الخشبية الحمراء والبنية إلى الخارج. يستغرق طور اليرقة في الواقع حوالي 17 شهرًا ولهذا فهي خطيرة لأنها قاتلة وصامتة ومختبئة. تعتبر يرقات هذه الآفة، سوية مع يرقات الكابنودس وحفار الخوخ، من أطول اليرقات عمرًا ضمن فروع وجذوع الأشجار المثمرة.
تطور الحشرة
يزداد حجم اليرقات خلال أعمارها المختلفة، ليصل إلى 20 ضعف الحجم الأول، وكذلك، ليصل إلى حوالي 400 ضعف وزن اليرقة في أول عمر لها. ثم تتحول اليرقات إلى عذراى داخل الأنفاق في أشجار اللوزيات، وبعد عدد من اﻷسابيع تخرج الحشرات الكاملة من جديد، فتعود حياة الحشرة إلى طور النشاط من جديد مع أيار/ مايو.
أجيال حفار ساق اللوزيات
يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة وظروف المناخ، لكن في الأعم الأغلب تستغرق دورة حياة الحشرة حوالي السنتين أي أكثر من 17 شهرًا.
خطورة الآفة
تنبع خطورة حفار ساق اللوزيات من أنها تضعف الشجرة وتعرض مكان الإصابة نفسه لانجذاب حشرات أخرى للشجرة، من أمثال حشرات القلف، وحشرة كابنودس اللوزيات، أو حفار جذور اللوزيات، وهذا يهدد حياة الأشجار والبساتين بأكملها. ومع تداخل الآفات بشكل كبير قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين اللوزيات لوقايتها من حشرات الحفر والخشب والقلف وخاصة هذا الحفار القوي.
علاج حفار ساق اللوزيات
مكافحة الآفة على أشجار اللوزيات
إن وسائل المكافحة التي تتبع من أجل علاج حفار ساق اللوزيات يجب أن تتم بصورة دقيقة ووقائية قبل أن تكون علاجية، وهذا لأنها من أصعب الحشرات مكافحة، نظرًا لقوتها الشديدة وصعوبة موتها، حيث تتم المكافحة بالطرق الآتية:
مكافحة وقائية من الحشرة
تتم الوقاية، من خلال الاهتمام بالحالة العامة للأشجار اللوزية، من تقليم جيد مع تعقيم لمقص التقليم قبل التقليم، وتنفيذ التقليم في الموعد المناسب وهو الصيف غالبًا. كذلك، التسميد المتوازن بالعناصر البوتاسية والفوسفاتية، وكذلك الكالسيوم والمغنزيوم لترب أشجار اللوزيات المصابة بالحفارات. لا ننسى بالإضافة لذلك القيام بالري الجيد للشجرة، لأن الري سوف يقتل البيض أو يمنع الحشرة من إصابة الشجرة لأن الآفة لا تفضل الرطوبة والمياه وهذا أهم عامل للوقاية على الإطلاق. كما يجب دهن الأشجار بالطلاء الكلسي الأبيض مع ارتفاع الحرارة عن 32 مئوية، للحد من تأثير أشعة الشمس الذي يسبب حروق للشجرة ويضعفها. كذلك يجب توخي الحذر من إحداث أي جروح على الأغصان أو الفروع لأشجار اللوزيات، والتخلص من الأعشاب والتعشيب والعزيق وغيرها من خطوات زراعية.
مكافحة كيميائية للآفة
بمجرد ملاحظة الإصابة، تكافح الآفة كيميائيًا من خلال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl بالرش على أشجار اللوزيات المصابة بالحفارات واليرقات. أو يمكن استعمال المبيد باراديكلوروبنزين PDB، حيث يوضع المبيد أو يحقن بالإبرة في الثقوب في الشجرة في أماكن الإصابة، ثم يغلق الثقب بالشمع التطعيمي أو يدهن مع زيت زيتون رديء. أيضًا يمكن استعمال المبيد توكسين Toxine المنتشر تجاريًا بكثرة، والذي يشبه معجون الأسنان في تكريبه، حيث يوضع أيضًا في الثقوب، ويغلق الثقب كما ذكر سلفًا. مع ذلك كله، فإن الحشرة يصعب مكافحتها للغاية لقوة اليرقات والحشرات الكاملة في آن معًا.
حلقة استعمال المبيدات ضد الحفار
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين اللوزيات، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل (Parathion methyl) بالرش على فروع وجذوع أشجار اللوزيات المصابة بالحفار الكامل واليرقات. أما في الموسم التالي لإصابة اللوزيات فيستعمل المبيد إثيون (ethion) بالرش على أشجار اللوزيات المصابة بالحفار واليرقة الصغيرة مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار اللوزيات من خوخ ودراق وجانرك على الفروع والأغصان والأجزاء القديمة المنخورة والمصابة مع شهر أيار/ مايو ومرة في شهر حزيران/ يونيو، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد هذه الحفارات واليرقات معًا.
إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة
إن الإدارة المتكاملة لحفار ساق اللوزيات وسيلة هامة للغاية من أجل بساتين لوزية سليمة تمامًا، إليك أهم 7 نقاط لإدارته:
- مراقبة دورية لأشجار اللوزيات مع حلول شهر أيار/ مايو ومرة أخرى في حزيران/ يونيو، وتسجيل الملاحظات بدقة.
- عناية المزارع بحراثة سليمة لترب أشجار اللوزيات؛ بحراثة سطحية 12- 14 سم سواء عند معاملة اللوز أو الدراق أو الخوخ وغيرها.
- كما يتخلص المزارع تمامًا من الأعشاب المحيطة ببساتين اللوزيات والأشجار المثمرة المصابة من خوخ ودراق وجانرك ومشمش.
- أيضًا من الضروري استعمال مبيدات مأمونة كالمبيدات الفوسفو- عضوية الجهازية خاصة على أشجار اللوزيات المثمرة وخاصة خلطية التقليح بالحشرات لكي لا تتم أذية النحل الملقح للأزهار، والابتعاد عن المبيدات الضارة الباراثينوئيدية وغيرها.
- كذلك يجب على المزارع مكافحة الآفات الأخرى كفطور الذبول وبكتريا التقرح، من خلال مبيدات كربماتية، أو تيرازولية جهازية التأثير ترش على أشجار اللوزيات المصابة بها.
- يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة ببساتين اللوزيات كاللوز والدراق وغيرها من عزيق وري وتسميد وخدمة وتقليم مناسب.
- يتم تقليم اللوز بترك 3-4 أفرع هيكلية أساسية للشجرة، مع إزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة، والخوخ بنفس الطريقة، أما الجانرك فيكتفى بحوالي 2-3 أفرع أساسية.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حفار ساق اللوزيات الضار اقتصاديًا بعدد كبير من الأشجار اللوزية من دراق ولوز وخوخ وغيرها، ونكون قد عرفنا شيئاً عن دورة حياته لتحديد موعد المكافحة بدقة. كذلك نكون قد تعرفنا على سبل الوقاية والعلاج الممكنة ضمن بساتين اللوزيات المصابة بالخنافس الحفارة واليرقات، وبالتالي وقاية وحماية الأشجار المثمرة من هذه الآفة الخطيرة.
عذراً التعليقات مغلقة