تنتشر زراعة عشبة الراسن ( Cultivation of the Elecampane) في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وهي عشبة من الأعشاب المعمرة في عائلة أستر التي تمتلك تاريخ طويل من الاستخدامات الطبية، على الرغم من أن هذا الاستعمال أقل شيوعاً في يومنا هذا، تمتلك العديد من الأسماء الشائعة مثل: الطيون اليوناني والجناح الرومي والزنجبيل الشامي والقسط الشامي، من حيث المظهر عشبة الراسن تشبه نبات تباع الشمس حيث تمتلك سيقان طويلة خضراء كثيفة وزهور صفراء زاهية ذات رؤوس كبيرة في الوسط وأوراق خضراء شاحبة.
نبذة عن عشبة الراسن
أعشاب الراسن هي أعشاب صلبة نوعاً ما يصل ارتفاع ساقها إلى حوالي 90 إلى 150 سم (٣٥ إلى ٥٩ بوصة)، أوراقها كبيرة ومسننة تمتلك شفرات بيضاوية الشكل تشبه الرمح يصل طولها إلى 30 سم، الأوراق الخضراء على الجانب العلوي لها شعر خفيف متناثر ولكنها بيضاء اللون على الجانب السفلي بسبب طبقة ثخينة من الصوف، يبلغ عرض الزهرة ٢ بوصة (٥ سم) ويتضمن كل رأس ٥٠ إلى ١٠٠ زهرة صفراء شعاعية و ١٠٠ إلى ٢٥٠ زهرة قرصية صفراء، جذرها سميك ومتفرع وملمسه صمغي ولها طعم مرير ورائحة تشبه رائحة الكافور.
حجم زهور عشبة الراسن أصغر بكثير من أزهار عباد الشمس لكنها تمتلك أوراق ضخمة يمكن أن يبلغ طولها قدمين وتتميز بسهولة نموها.
تاريخ زراعة عشبة الراسن
عثر على عشبة الراسن منتشرة بشكل واسع في جميع أنحاء إنجلترا، مع أنها نادراً ما توصف بأنها شائعة، تنمو محلياً فقط في الأراضي المظللة والمراعي الرطبة، من المحتمل أن تكون عشباً أصلياً حقيقياً في جنوب إنجلترا، زرع لعدة عصور كنبات طبي وهو علاج شائع للعديد من الأمراض في العصور الوسطى، لدى عشبة الراسن تاريخ طويل من الاستخدامات الطبية وتستخدم اليوم في صناعة المشروبات الكحولية.
كان الراسن معروفاً للكتاب القدماء المختصين بالزراعة والتاريخ، وحتى الشعراء الرومان كانوا على معرفة به وذكروا الراسن باعتبارها جذراً يستخدم كدواء وبهارات، يتحدث هوراس في كتابه الهجاء الثامن كيف علم فوندانيوس كيفية صنع الصلصة الرقيقة عن طريق غليان عشبة الراسن المرة، زرع رسمياً في جميع حدائق الأعشاب الخاصة لاستخدامه في الطب وفي الطهي، لم يكن جذره يستخدم كدواء فحسب بل كان يطهى ويتناول على شكل حلوى، منذ حوالي خمسين عام كانت حلوى الراسن تباع بشكل شائع في لندن ويتم تناولها كل صباح ومساء لمعالجة شكاوى الربو.
أماكن زراعة عشبة الراسن
ينمو الراسن في الأماكن المظلمة والأراضي الرطبة الصخرية عند قاعدة المنحدرات الجنوبية والشرقية أكثر من الأماكن الجافة، يتواجد في البرية في كل أنحاء أوروبا القارية ابتداءً من جزيرة جوثلاند جنوباً ويمتد شرقاً في آسيا المعتدلة حتى شمال غرب الهند وجنوب سيبيريا وتتواجد أيضاً في مقاطعة نوفا سكوتيا إلى شمال ولاية كارولينا وغرباً حتى ولاية ميسوري.
مواسم زراعة عشبة الطيون اليوناني
لا تتواجد عشبة الراسن بشكل عام في المشاتل، لذلك تزرع عادةً من البذور في منتصف فصل الربيع أو نبدأ بزراعتها في الداخل قبل أسابيع قليلة من تاريخ آخر صقيع وبعض الأنواع منها تزرع في بداية فصل الخريف، عادةً لن تزهر الأعشاب في عامها الأول ولكن اعتباراً من الموسم الثاني ستبدأ بإزهارها أزهاراً قوية من أوائل فصل الصيف حتى أوائل فصل الخريف.
شروط زراعة عشبة الراسن
من السهل زراعة عشبة الراسن (Cultivation of the Elecampane) إلا أنه يوجد عدد من الشروط (المتطلبات) الأساسية لإنباتها إليك هذه الشروط بالشكل التالي:
- ضوء الشمس المناسب لزراعة عشبة الراسن
تنمو عشبة الراسن بالشكل الأفضل في الظل الجزئي ولكنها تتحمل أشعة الشمس الكاملة.
- التربة المناسبة لزراعة عشبة الراسن
تنمو في أنواع التربة المختلفة لكن التربة الطينية العميقة والرطبة والغنية بالمغذيات وذات التصريف الجيد هي الأفضل لزراعة عشبة الراسن، تفضل التربة الحمضية (Soil Acidic) إلى المحايدة حيث يجب أن تتراوح درجة حموضة التربة بين (6.5 و 7.5).
- درجات الحرارة المناسبة لزراعة عشبة الراسن
تنمو عشبة الراسن في مجموعة واسعة من درجات الحرارة وأنواع المناخ وتحديداً تنبت عند 10 درجات مئوية (50 درجة فهرنهايت)، لكنه ينمو بشكل أفضل في الأماكن ذات الصيف المعتدل والشتاء البارد، ولا ينمو جيداً في المناطق شديدة الرطوبة والحرارة.
درجات الحرارة الأمثل للإنبات تتراوح بين 50 إلى 60 درجة فهرنهايت.
خطوات زراعة الزنجبيل الشامي
تحتاج أعشاب الراسن إلى بعض المساحة للنمو ومن السهل أن تنمو من البذور، هناك عدد من الخطوات الهامة لزراعتها من البذور تعرف عليها بالشكل التالي:
- نزرع البذور تحت طبقة خفيفة جداً من التربة ونربت عليها برفق.
- نزرعها على مسافة تتراوح بين 12 إلى 30 بوصة.
- نسقي التربة بحيث نحافظ عليها رطبة.
- يجب أن تنبت البذور خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تقريباً (في 14 إلى 21 يوماً).
- بمجرد أن تنبت مجموعتين من الأوراق ننقل الشتلات إلى الحديقة.
تنتشر عشبة الراسن عبر الجذور تحت الأرض وبمجرد أن تنضج بذورها يمكن تقسيمها، تحتاج البذور إلى ضوء الشمس لتنبت لذا نزرعها على سطح التربة أو تحت طبقة رقيقة جداً من التربة بحيث يمكن لأشعة الشمس اختراقها.
ري عشبة الراسن
نسقي تربة الراسن بالماء حسب حاجتها لنحافظ عليها رطبة بشكل معتدل ليست مبللة ولا جافة، كأي زهرة برية لا تتطلب عشبة الراسن جدولاً زمنياً دقيقاً للري، ولكن الري العميق المناسب سيساهم في إنتاج جذور صحية، نسقي عشبة الراسن عندما تكون التربة جافة على عمق يقع بين 2 إلى 3 بوصات.
أثناء الظروف الجافة وفترات الحرارة الشديدة تتطلب الراسن مياهاً إضافية.
تسميد عشبة الراسن Elecampane
نبات الراسن هو نبات سريع النمو وقد يستنفد العناصر الغذائية الموجودة في تربته مع مرور الوقت لذا من الأفضل أن تجدد التربة بسماد عضوي لطيف كل شهر إلى شهرين، ببساطة نغطي التربة بالسماد العضوي في فصل الربيع.
لا داعي لتغذية أزهار الراسن بالأسمدة التجارية أو أسمدة الزهور، والتغذية العضوية هي الأمثل إذا كنت تخطط لحصاد جذورها من أجل الاستخدامات الطبية.
الأسئلة الشائعة حول زراعة عشبة الراسن
يوجد عدد من الأسئلة الشائعة حول زراعة عشبة الراسن تتمثل بالآتي:
ما هي فوائد عشبة الراسن؟
تستخدم عشبة الراسن لأمراض الرئة مثل الربو والسعال الديكي والتهاب الشعب الهوائية، وخاصة السعال الناتج عن مرض السل، وتستخدم أيضاً كطارد للبلغم.
هل أوراق عشبة الراسن صالحة للأكل؟
أوراق وجذور عشبة الراسن صالحة للأكل، ولكن من الأفضل طهيها لأن طعمها مر.
هل يوجد آثار جانبية لتناول عشبة الراسن؟
يسبب تناول كميات كبيرة من عشبة الراسن التشنجات والشلل والإقياء والإسهال، ويمكن أن تسبب رد فعل تحسسي عند بعض الأشخاص.
ختاماً نكون قد تكلمنا عن تاريخ زراعة عشبة الراسن (Cultivation of the Elecampane) ومعلومات عنها ومواسم زراعتها فمن المفضل زراعتها في فصل الربيع، بالإضافة إلى خطوات زراعة عشبة الراسن وشروط زراعتها أيضاً، وكيفية ريها وتسميدها، فهي أعشاب مفيدة من الناحية الصحية وشكل أزهارها جميل أيضاً فإذا أردت الفائدتين الجمالية والصحية في وقت واحد لا تتردد في زراعة هذه الأعشاب الجميلة العطرة.
عذراً التعليقات مغلقة