تربس القمح Grain thrips؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة به في الحقول المزروعة

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 10 أبريل, 2024
تربس القمح Grain thrips؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة به في الحقول المزروعة

يعتبر تربس القمح (Grain thrips) من الآفات الزراعية التي تهاجم نباتات القمح بسنابلها وبذورها، وتتغذى عليها، كما أن هذه الآفة تسبب ضعف النبات وتدني الإنتاج الزراعي، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بتربس القمح، وكيف يمكن مكافحة تربس القمح عند حدوث الإصابة؟

حشرة تربس القمح

إن تربس القمح هي حشرة تصيب القمح الطري T.vulgare والقاسي T.durum في آن معًا في الزراعة الحقلية، كما أن هذه الآفة متعددة العوائل. تم رصد هذا النوع من التربس على أكثر من 300 عائل نباتي.

تنتشر الآفة بشكل خاص في آسيا الشرقية والغربية، وشمال ووسط أفريقيا، وتوجد في دول شرق المتوسط مثل سورية ولبنان والعراق وفلسطين والأردن، وتتكاثر بقوة حيث زراعة المحاصيل المتحملة للجفاف.

وصف التربس

حشرة تربس القمح

إن حشرة تربس القمح تشبه حشرات المن في صغر حجمها، وفي ما يلي وصفها:

الحشرة الكاملة للآفة

حشرة صغيرة الحجم بحوالي 0.3 سم متطاولة، أما لونها أسود في طورها الكامل. شكلها مائع ولونها لامع عن باقي حشرات التربس. قرن الاستشعار مؤلف من عدة عقل، والذكر يبلغ حجمه حوالي 0.2 سم أي أنه أصغر من الأنثى.

حوريات تربس القمح

بينما حوريات الحشرة الصغيرة على القمح فهي ذات لون أقل غمقًا وسوادًا من حشرة التربس الكاملة، ما عدا الرأس وقرني الاستشعار والأرجل فلونها أصفر ليموني باهت. تختلف الحوريات عن التربسة الكاملة في تدرج اللون البرتقالي وصغر الحجم إلى حد كبير وهذا يظهر من خلال الأطوار والأعمار.

الإصابة بتربس القمح

يمكن توضيح الإصابة بتربس القمح تعرف على أهم 5 أسباب وعوامل تشجع الإصابة به من خلال الآتي:

مظاهر الإصابة بالآفة

تتجلى أعراض الإصابة بتربس القمح على هيئة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية لأوراق القمح والسنابل والبذور بداخل السنابل. إن حشرة التربس هذه لا تسلك سلوك الحفارات أو صانعات الأنفاق، أو حشرات القلف والخشب، بل تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة الخلوية.

تتلف السنابل وتضعف أنسجة النبات وتتماوت وتجف ويقل الإنتاج. تهاجم الأطوار الضارة من حوريات صغيرة وتربسات كاملة القمح وغيرها. بعد ذلك، تشرع في امتصاص العصارة، وتهاجم السنابل الكبيرة والصغيرة، البيضاء منها والممتلئة بالبذور، ثم تتلون أماكن الإصابة باللون الأسود والأبيض وتتبرقش.

تفاقم الإصابة بالحشرة

الأوراق على القمح لا تتساقط مع الإصابة الشديدة، بل تبقى عالقة على النبات في حالة مشوهة وينعكس هذا على الإنتاج. كما تعتبر حشرات الجيل 2 الأكثر خطرًا وضررًا في حقول القمح ويكثر تواجد الحشرة في المناطق مرتفعة الحرارة فوق 30 مئوية، وقلما توجد في المناطق الباردة.

خطورة تربس القمح

تنبع خطورة تربس القمح، من أنه يضعف الأوراق ويسبب تماوتها وقلة محتواها الغذائي، ويضعف السنابل إلى حد كبير. كما يقلل محتواها من النشا والبروتين (بروتين القمح الغلوبولين) فيجعلها غير صالحة لصناعة الخبز والمعكرونة، فينعكس هذا على الإنتاج.

أيضًا فإنه يضعف أماكن الإصابة على العائل النباتي، مما يجذب حشرات أخرى، وآفات أخرى غير حشرية أيضًا، فتنجذب حشرات المن، أو سوسة القمح، أو آفة حفار ساق الذرة الأوروبي، أو الدودة القارضة والدودة السلكية المخططة وغيرها.

بالإضافة لذلك، قد تنجذب آفات فطرية وآفات بكتيرية وفطر العفن الأسود Pencillium، ومع تداخل الآفات الزراعية في ما بينها، وتفاقم الخطورة. قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في أماكن زراعة القمح، خاصة عند تفاقم الإصابة ووصولها إلى 50% من إنتاج القمح.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

الإصابة بتربس القمح

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس القمح، وأهم العوامل خمسة:

  1. زراعة القمح على كثافة نباتية عالية دون مراعاة مسافات الزراعة المناسبة.
  2. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لحقول القمح من تعشيب وعزيق وتسميد وغيرها.
  3. زراعة المحاصيل والنباتات الصغيرة كالقمح والشعير بين الأشجار المثمرة كالحمضيات واللوزيات وهذا لا يجوز.
  4. ارتفاع درجات الحرارة فوق 30 مئوية يشجع هذا التربس في حقول القمح.
  5. أيضًا فإن إهمال عمليات التسميد المعدني لترب القمح والنباتات الصغيرة يضعف مقاومتها للآفات ويجذب التربس.

دورة حياة الحشرة

تمتاز حشرة تربس القمح بنشاط ربيعي- صيفي.

طور سبات التربس

إن طور السبات هو طور التشتية الذي يبدأ على الأغلب في كانون الأول/ ديسمبر، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور التربسة الكاملة تحت الأوراق، أو بين السنابل، أو في شقوق الساق أو بين التربة ضمن حقول القمح.

تحضر الحشرة جسمها فزيولوجيًا لكي تقوم بعملها بمجرد حلول الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل حيث درجات الحرارة المناسبة للتربس، ومع ارتفاع الحرارة تهاجر إلى أماكن الإصابة.

طور نشاط التربس

أما طور النشاط فيحصل في فصل الربيع، مع حلول درجات الحرارة المرتفعة 28- 30 مئوية وما فوق، حيث تهاجر الآفة إلى السنابل والأوراق في القمح.

بعد التزاوج، تبدأ الأنثى بوضع البيض بحوالي 50- 120 بيضة اعتبارًا من منتصف نيسان/ أبريل بوساطة آلة وضع البيض الخاصة بها، حيث يتم وضع البيض ضمن أنسجة السنابل أو الأوراق.

بعد ذلك، فإن الحوريات الخارجة من البيض تتغذى على عصارة النبات من سنابل وبذور وتتابع تطورها ضمن حقول القمح فتمر الحوريات بعدة أعمار وعلى الأغلب عمرين قبل بلوغها طور التربسة الكاملة.

أجيال تربس القمح

في حقيقة الأمر، تحتاج دورة الحياة عدة أسابيع أو شهرين في حقول القمح المناسبة الظروف، حيث تظهر حشرات الجيل الأول في آذار/ مارس بينما تبدأ حشرات الجيل الثاني بالظهور في شهر آب/ أغسطس، أو قد تتأخر حتى بداية أيلول/ سبتمبر.

أما حشرات الجيل الثالث والأخير فتظهر مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تهاجر إلى مكان التشتية من جديد عند السنابل، فتعطي الآفة 3 أجيال في السنة.

مكافحة تربس القمح

مكافحة تربس القمح

من أجل مكافحة تربس القمح، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية للحشرة

تتم المكافحة الوقائية للحشرة كالتالي:

وقاية أساسية ضد الآفة

تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يعتني المزارع قدر الإمكان بحقول القمح وغيرها من محاصيل صغيرة. يراعي مزارع القمح الزراعة على مسافات مناسبة وهي 15 سم بين النبات والآخر، و 20 سم بين السطر والآخر.

أيضًا يفصل المزارع حقول القمح والنباتات الصغيرة عن أماكن زراعة الأشجار المثمرة كالحمضيات واللوزيات وغيرها. كما يحرص المزارع على استعمال المبيدات الفوسفو – عضوية ضد الحوريات الصغيرة للتربس مع مراعاة مواعيد المكافحة بدقة حيث تتم في آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل في حقول القمح المصابة.

وقاية كمالية من الحشرة

يتجنب المزارع استعمال المبيدات الباراثينوئيدية أو المبيدات التابعة لمشتقات الفحوم الهيدروجينية المكررة خاصة في الأراضي التي لا تطبق فيها دورات زراعية فهذه المبيدات تقضي على البيئة والأعداء الحيوية ضمن حقول القمح.

بالإضافة لذلك، يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة بالحقل بصورة أكيدة وخاصة الأعشاب النجيلية المحيطة بخطوط زراعة القمح، أيضًا فإن المزارع يسمد ما يزرع بتوازن ما بين الآزوت N والفوسفور P والبوتاس K وخاصة عند معاملة القمح.

فهي نباتات لا تحتوي كميات كبيرة من الآزوت؛ فهي تحتاج إليه. يوصى كذلك باستعمال تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري في حقول القمح بصورة دائمة.

مكافحة علاجية استئصالية للآفة

تتم المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة بما يستدعي استعمال المبيد ضمن حقول القمح المزروعة، حيث يفضل استعمال أحد المبيدات ذات التأثير الجهازي، أو التأثير بالملامسة.

يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس بالرش على أوراق القمح والسنابل، كما أن المبيد مالاثيون Malathion يعطي نتائج جيدة.

يمكن أيضًا للمزارع استعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos ضد الحوريات ويتم رش كل المبيدات المذكورة في نيسان/ أبريل على الأوراق والسنابل نفسها.

بالإضافة لذلك، فيمكن استعمال المبيد ديميتون ميتيل Dimeton- methyl في شهر آذار/ مارس، وكل المبيدات السابقة تعطي نتائج فعالة مع هذا التربس ضمن حقول القمح المصابة به.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول القمح يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl.

أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق القمح والسنابل، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع.

بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول القمح المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية للآفة

هناك أعداء حيوية طفيلية تهاجم هذه الآفة يمكن أن توجد هذه الأعداء في الطبيعة في حقول تربس القمح وغيرها، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين والحقول المصابة.

من أهم طرق المكافحة الحيوية إطلاق الفيروسات Viruses والبكتريا Bacteria الممرضة للحشرات أو توطين الفيروسات بالإدخال الفصلي إلى حقول القمح المصابة؛ حيث يتم إطلاق الفيروس ويتكاثر بصورة طبيعية.

هذا يفيد في المواسم اللاحقة ويخفض تكاليف استعمال المبيدات، ويقلل فرص القضاء على الأعداء الحيوية النافعة.

اطلع على: آفة حلم الدراق Eriophyes peach

تطبيق الإدارة المتكاملة للآفة

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لتتربس القمح، جملة من الإجراءات. نخص بالذكر الإجراءات الزراعية من عناية بحقول القمح، وتعقيم التربة بالطاقة الشمسية حيث يمدد غطاء من البلاستيك / بولي اتيلن/ أو الخيش أسود اللون لرفع حرارة التربة والقضاء على الآفات الساكنة ومنها التربس.

بالإضافة لذلك، يحرث المزارع ترب القمح حراثة عميقة أولية 30 سم ثم بعدها حراثة سطحية 12 سم عمقًا، كما يعتني المزارع عند الزراعة بالعزيق، والتعشيب، حيث يكرر العزيق 2-3 مرات لتنعيم التربة والقضاء على بذور الأعشاب وعذارى الآفات الساكنة في حقول القمح ومنها التربس.

أيضًا يراعي المزارع عدم زيادة الكثافة النباتية في حقول القمح الحقلية فوق الحد المسموح فهي تشجع الأمراض، وتقلل المساحة الغذائية المتوفرة للنبات.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس القمح ومدى أضراره على حقول القمح في حال تفاقم الإصابة وكذلك سبل الوقاية والعلاج الممكن اتباعه.

كما نكون قد أحطنا العلم بدورة الحياة، وكيفية تطبيق الإدارة المتكاملة في حقول القمح المصابة بالتربس. يجب على المزارع، أن يكون حريصًا على المحاصيل الحقلية كالقمح من الآفات التي تتكاثر وتسبب أضرار هائلة وخاصة هذا التربس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة