زراعة زهرة الوستارية؛ إليك أهم الخطوات لزراعتها بسهولة

زراعة زهرة الوستارية من التجارب الزراعية المميزة؛ والسبب في ذلك يعود إلى شكلها الذي يشبه العناقيد أو الحبال المتدلية، فهي بالضبط تلك الأزهار التي تراها بكثرة في الأفلام اليابانية والكورية أو تتدلى في بهجة في الأفراح الهندية. وزهرة الوستارية أو الوستاريا أو الغليسين وبالإنجليزية (wisteria) هي شجرة زينة متسلقة تنتج الأزهار بكثرة إما في عناقيد أو أغصان طويلة، لها رائحة عطرية نفاذة. ومن الرائع زراعة زهرة الوستارية لعمل مظلة من الأزهار فوق الحديقة أو حول أسوار المنزل. فما أهم الخطوات لزراعتها بسهولة والحصول على نتائج مرضية؟

أماكن زراعة الوستارية

أصل الشجرة يرجع إلى دول أقصى شرق آسيا مثل كوريا واليابان والصين، ولكن بعد ذلك انتشرت في جميع أنحاء العالم؛ فهي تزرع الآن في كل المناطق المعتدلة والاستوائية، وبعد اكتشاف أنواع تتحمل درجات الحرارة المنخفضة، أصبحت تُزرع في روسيا ومنطقة البحر الأسود، كما تُزرع أيضًا في المناطق الشمالية من أمريكا الشمالية.

تاريخ زهرة الغليسين

يرجع تاريخ زراعة الوستارية إلى 2000 عام في الصين واليابان. وأول من استخدم تلك الزهرة كرمز كانت قبيلة فوجيوارا حينما سيطرت على الحكومة اليابانية في الفترة ما بين 710-1160. فبعد وفاة كاسوغا تايشا الكبير قاموا ببناء ضريح له، وزرعت به العديد من أشجار الوستارية. يوجد به الآن أكثر من 200 شجرة، وأقدم شجرة يرجع تاريخ زراعتها لأكثر من 700 عام. ترتدي النساء القائمات على خدمة الضريح منديلًا يحمل الزهرة كرمز لهن.

تستخدم شجرة الوستارية كرمز في مختلف الثقافات حتى هذه اللحظة؛ فمثلًا في البوذية ترمز للتواضع والتأمل، أما في اليابان دائمًا ما تصور تحتها امرأة تنتظر حبيبها الغائب بحزن، لأنها رمز لقوة التحمل والصبر. أما في التصوير الفكتوري فهي ترمز للحب الخانق في إشارة لطبيعة الشجرة المتسلقة الخانقة.

خرجت زهرة الغليسين لأول مرة خارج موطنها الأصلي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. أطلق عليها عالم النبات الإنجليزي توماس نوتال، هذا الاسم تكريمًا للطبيب الأمريكي كاسبر ويستار. كما قيل أنها ترجع لكلمة (Hysteria) هيستريا في اللغة الإنجليزية، وقد أطلقوا عليها هذا الاسم نظرًا لتسلقها السريع، وطرحها الأزهار بشكل هستيري.

تعتبر اليوم حديقة تشنين مانيو النباتية التي يوجد بها ضريح كاسوغا تايشا الكبير مزارًا سياحيًا رائعًا باليابان.

أنواع شجرة الويستريا

هناك العديد من أنواع هذه الأزهار التي تختلف فيما بينها من حيث موطنها الأصلي وخصائصها. إليك أنواعها:

الوستارية اليابانية ( Wisteria floribunda )

هي أطول الأنواع، وأكثرهم طرحًا للأزهار، ومن الأفضل عرضها متدلية فوق هيكل حديقة مثل عريشة (تكعيبة) أو قوس. تنمو في شكل حلزوني في اتجاه عقارب الساعة، وتحمل أغصانها الزهور والأوراق في نفس الوقت.

الوستارية الصينية ( Wisteria sinensis )

تُزهر أزهار هذا النوع قبل الأوراق، مما يجعلها عرضًا رائعًا في الربيع. تتمدد أغصانها عكس اتجاه عقارب الساعة، وفروعها أقصر لذا من الأفضل عرضها على الحائط. زهورها زرقاء بنفسجية ذات تدفق ضارب إلى الحمرة.

كلا النوعين الصيني والياباني متسلقان أو غازيان للغاية، ويخنقان كل نبات في طريقهما، وينزعان الأشجار ويخلقان غابة كثيفة إذا تم تركهما دون رادع.

الوستارية الأمريكية (Wisteria frutescens)

يبلغ طول الوستارية الأمريكية من 25 إلى 30 قدمًا. لها أوراق خضراء داكنة لامعة. تتنوع ألوانها بين الأرجواني والأزرق، وأزهارها عريضة متدلية وتنمو بعد الأوراق. ما يميز زهرة الوستارية الأمريكية عن الأنواع الآسيوية أن رائحتها أخف عبقًا وسرعة انتشارها أبطأ من الأنواع الآسيوية.

متطلبات الوستاريا

قبل اتخاذ قرار زراعة هذه الأزهار يجب أن تتوفر لديك أهم ظروف النمو الموضحة كالتالي:

موسم الزراعة

من الأفضل القيام بزراعة الوستارية بين أكتوبر وأبريل. يمكن زراعة زهرة الوستارية المزروعة في حاوية بأي وقت من السنة، ولكن لكي يسهل العناية بها يفضل الزراعة في الخريف أو الشتاء.

موقع الزراعة وحاجتها للضوء

تزرع زهرة البليعة في الشمس الكاملة. على الرغم من أنها يمكن أن تنمو في الظل الجزئي، لكن احتمالية ألا تزهر كبيرة، لذلك ضوء الشمس ضروري للزراعة.

انتبه لضرورة اختيار موقع بعيد عن النباتات الأخرى، حيث تنمو الوستارية بسرعة ويمكنها بسهولة قتل أي نبات بقربها.

التربة المناسبة

ازرع الوستارية في تربة خصبة ورطبة ولكن جيدة التصريف. إذا كانت تربتك في حالة سيئة، أضف السماد، خلاف ذلك، الزهرة مناسبة لجميع أنواع التربة.

السماد المناسب

عليك أن تستخدم سمادًا يحتوي على نسبة جيدة من الفوسفور. نظرًا لأن أشجار الوستارية تنتمي إلى عائلة نباتية معروفة بقدرتها على تثبيت النيتروجين، فلا تقم بتخصيبها بالنيتروجين.

إن أفضل وقت لتخصيب زهرة الغليسين في أوائل الربيع.

أدوات زراعة زهرة البليعة

من المعروف عن النباتات المتسلقة أنها تصبح ثقيلة جدًا لدرجة أنها تكسر دعائمها، ونظرًا لأن زهرة الوستارية من نباتات الزينة الخارجية المتسلقة، لذلك خطط جيدًا قبل البدء بالزراعة، لأن لكروم الوستارية بنية قوية جدًا وستحتاج التالي:

تعريشة قوية مصنوعة بمواد ثقيلة مثل المعدن أو الخشب.
فأس للحفر.
شوكة لتخليل التربة.

نصائح لشراء شجرة الويستيريا

قم بشراء الوستاريا التي تم تربيتها عن طريق التطعيم فقط، للتأكد من أنها تزهر في غضون 5:3 سنوات من الشراء.
تأكد من وجود تدابير الدعم الصحيحة في مكانها قبل الزراعة.
افحص النباتات دائمًا بحثًا عن علامات التلف أو المرض قبل الزراعة

خطوات زراعة زهرة الوستارية

يمكن زراعة الوستارية من البذور، لكن قد تستغرق بضع سنوات حتى تصل إلى مرحلة النضج وتنتج الأزهار، ويمكن ألا تُزهر على الإطلاق. لذا من الأفضل الزراعة باستخدام أغصان خضراء مأخوذة من نبات مزهر. والأفضل من ذلك شراء النبات من مشتل موثوق به أثناء الإزهار. وفيما يلي أهم 6 خطوات لزراعتها بشكل سليم:

نقع الجذور لمدة ساعة قبل الزراعة عن طريق وضع قاعدة الإناء في الماء.
أحفر حفرة على بعد 90 سم من الحائط أو التعريشة التي ستتسلقها.
يجب أن تكون الحفرة أعرض بمقدار 2 :3 مرات من وعاء الوستارية.
قم بفك التربة في قاع الحفرة بشوكة، وضع السماد العضوي.
اجعل البارض (الجزء المنتفخ بين الجذور والساق الرئيسية) فوق الأرض.
اردم الحفرة واضغطها جيدًا لمنع الجيوب الهوائية من التكون، ثم أرويها بالماء.

هل زهرة الوستارية سامة؟

تحتوي جميع أجزاء شجرة الوستارية على مواد تسمى الليكتين والويسترين، وهي مواد سامة للحيوانات الأليفة والماشية والبشر. يمكن أن تسبب الغثيان والإسهال حتى الموت إذا تم تناولها بكميات كبيرة.

هل يمكن زراعة زهرة الوستارية في حاويات؟

زهرة الويستاريا نبات متسلق سريع الانتشار، بالرغم من ذلك يمكن أن يزرع بحاويات، لكن سيكون مرهقًا بعض الشئ؛ وذلك لأنه يحتاج رعاية مضاعفة بالنسبة للتقليم المستمر والري والتسميد.

هل يمكن زراعة شجرة الوستارية بالمنطقة العربية؟

يوجد العديد من أنواع زهرة الغليسين، وكل نوع يختلف عن الآخر في درجة الحرارة والطقس ونوع التربة؛ لذلك يمكن زراعة شجرة الوستارية بالمنطقة العربية مع اختيار النوع المناسب لك.

اقرأ المزيد:

مما لا شك فيه أن الزراعة بشكل عام أمر رائع وممتع. فما أعظم ذلك اليوم الذي ترى فيه نتاج عنائك ومجهودك؛ وبالرغم من أن زراعة زهرة الوستارية قد تستغرق الكثير من الوقت، لتزهر إلا أن الشكل الممتع والرائحة المميزة التي تضفيهم على المكان يستحقان العناء المبذول والتجربة.