عثة ثمار الزيتون؛ لنتعرف على خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
عثة ثمار الزيتون؛ لنتعرف على خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها

تعتبر عثة ثمار الزيتون (Olive fruit moth) من أخطر أنواع العث الاقتصادية التي تصيب أشجار الزيتون حول العالم، وتؤدي هذه الآفة إلى تدني المردود الاقتصادي لمحصول الزيتون، وكذلك فهي تضعف الأشجار وتؤدي إلى انجذاب العديد من الآفات إلى بساتين الزيتون المصابة، لنتعرف على خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها.

آفة عثة ثمار الزيتون

إن عثة ثمار الزيتون واحدة من أهم الحشرات الاقتصادية المصنفة كآفة خطيرة على الزيتون وزراعته ومردوده الكلي وخاصة الثمار. تنتشر هذه الآفة في أغلب بقاع العالم التي يزرع فيها الزيتون، فتتواجد في شرق أوروبا، وشرق المتوسط، وشمال أفريقيا، وغرب آسيا. يمكن أن تشاهد هذه الآفة بكثرة في سوريا، وتركيا، وقبرص، ولبنان، وإسبانيا، والمغرب، وتونس، ومصر، والجزائر. قدرت العتبة الاقتصادية في واقع الأمر خسائر كبيرة بحوالي 84% مع تفاقم الإصابة في بساتين الزيتون.

وصف الآفة

وصف شكل الحشرة

 

إن الشكل العام لعثة ثمار الزيتون يشبه إلى حد ما أشكال العث الأخرى كحفارة أوراق التفاح مثلًا، وفي ما يلي الوصف الشكلي للآفة:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة هي فراشة صغيرة بيضاء رمادية يبلغ طول جسمها حوالي 5 مم. أما اللون العام للفراشة فهو الفضي الرمادي. بينما الأجنحة تكون مهدبة الحواف بأهداب فضية بنية اللون. يبلغ طول الجناحين الأماميين منبسطين حوالي 12 مم. من جهة أخرى، فالأجنحة الخلفية صفراء مبرقشة اللون.

يرقة عثة ثمار الزيتون

تكون اليرقة مخروطية أسطوانية بلون رمادي مخضر مع وجود خطوط متطاولة صفراء أو بنية. يبلغ طول اليرقة عند نضجها حوالي 8 مم.

العذارء

أما العذراء فهي تشبه العثة الكاملة تقريبًا ولكنها أصغر منها وأبهت وأقل اخصرارًا واصفرارًا. عادة تكون العذارء بنية فاتحة اللون ومختبئة في شرنقة خاصة قوية ومتينة سوداء تصنعها من أجل هذه الغاية، كما قد تتواجد العذراء في التربة بين الحجارة أو ضمن بقايا الشجرة.

الإصابة بعثة ثمار الزيتون

تتجلى أعراض الإصابة بعثة ثمار الزيتون من خلال تساقط ثمار الزيتون بعد تلفها. تهحشرة دودة البراعم؛ 3 علامات تدل على الإصابة بها على الأشجار المثمرة، وكل ما يهم المزارع عن الآفةاجم الأطوار الضارة من يرقات صغيرة وكبيرة الثمار والبراعم في أشجار وبساتين الزيتون فتأكلها بشراهة وتتغذى على النواة. كذلك فإن اليرقات تهاجم الحوامل الزهرية وتقرضها وتقلل نسبة العقد وتمنع تفتح البراعم والأزهار فينخفض الإنتاج والمردود بحوالي 40- 50%. لوحظ ازدياد أعداد الآفة وكذلك الإصابة في بساتين الزيتون غير المخدومة بصورة جيدة والمهملة التسميد بصورة خاصة.

خطورة عثة ثمار الزيتون

تنبع خطورة عثة ثمار الزيتون من جملة من العوامل الهامة التي تجعل منها آفة تهدد إنتاج ومردود أشجار الزيتون، وأهم العوامل خطورتها اثنين:

  1. تتواجد اليرقات الحفارة ضمن الثمار فتمتص محتوياتها وتتلفها وتسبب تساقطها وتدني مستوى إنتاج الشجرة الكلي من الزيتون.
  2. أيضًا فإن يرقات الجيل الأول تعد الأخطر على الإطلاق لأنها تتلف البراعم والثمار لذلك تصعب المكافحة إذا جرت بشكل متأخر في بستان الزيتون.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

إن هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بفراشة الزيتون، وفيما يلي أهم 5 أسباب للإصابة بها في البساتين:

  1. إن هذه العثة تضعف الأشجار ومناطق الإصابة وتؤدي إلى انجذاب آفات حفارة أهمها هلزينوس الزيتون، ونيرون الزيتون، وغيرها من آفات صوفية.
  2. قد تنجذب آفات ماصة للعصارة النباتية
    مثل بسلا الزيتون، والحشرات القشرية كالحشرة السوداء، والكأسية، ونمشة الزيتون السوداء.
  3. كذلك، فإن تداخل الآفات في ما بينها ضمن بساتين الزيتون سوية مع هذه العثة، يزيد الخطورة، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة بالوقاية قبل العلاج.
  4. كما أن وجود الأعشاب المحيطة حول بساتين الزيتون وضمنها يشجع العذارى الساكنة (كعذارى حفار ساق الزيتون، وعذارى فراشة الزيتون النارية) على التطور والتكاثر.
  5. بالإضافة لذلك فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة غير موجهة وغير مدروسة، خاصة تكرار المبيد المستعمل في كل موسم في بستان الزيتون نفسه، يزيد مقاومة العثة للمبيد.

دورة الحياة

تتميز عثة ثمار الزيتون بدورة حياة ممثلة بطور نشاط وطور سكون، وثلاثة أجيال.

طور النشاط

إن العثة تقضي فصل الشتاء بطور نشط ممثل بالتغذية ضمن الثمار. تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات التامة النضج النشطة الحافرة للثمار ضمن بساتين الزيتون. مع بدايات شباط/ فبراير أو آذار/ مارس تبدأ اليرقات في التغذية بشراهة كبيرة منتقلة من ثمرة زيتون إلى أخرى فتسقط الثمار تباعا وكذلك البراعم. عادة يكتمل نمو ونضج اليرقات في منتصف آذار/ مارس. بعد ذلك، فإنها تغزل شرنقة خاصة حريرية بين القلف وفي التربة وتتحول ضمنها إلى عذراء.

الجيل الأول

تظهر فراشات الجيل 1 في من الربيع من منتصف آذار/ مارس حتى منتصف نيسان/ أبريل في بساتين الزيتون. بعد التزاوج تضع الأنثى البيض بحوالي 75 بيضة على البراعم الزهرية أو الثمار، ثم يفقس البيض بعد 1-2 أسبوع. عندما تخرج اليرقات من البيض فإنها تتغذى على البراعم ثم على الثمار حتى النضج التام، ثم تتحول إلى عذراء في نواة حريرية.

الجيل الثاني

أما فراشات الجيل 2 فتظهر في منتصف الصيف، ثم تضع الأنثى البيض من جديد بحوالي 50- 70 بيضة بعد التزاوج على الحوامل الثمرية أو على ثمار الزيتوز. تحفر اليرقات الخارجة من البيض ضمن الثمار، وتتجه إلى النواة وتأكلها بشراهة وتتغذى عليها فتسقط وتتلف. بعد ذلك، يكتمل نضج اليرقات فتترك الثمار حيث تتحول إلى عذراى بين الأشجار أو ضمن التربة على عمق 5-6 سم.

الجيل الثالث لعثة ثمار الزيتون

بينما فراشات الجيل 3 فتظهر مع الخريف في شهر تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر. تتزاوج الفراشات الكاملة ثم تضع الأنثى بيضها بحوالي 60 بيضة على الثمار. بعد ذلك، تتغذى اليرقات الخارجة من البيض بحفر الثمار خلال فصل الخريف وقد تبقى حتى الشتاء. تعيد العثة دورة الحياة من جديد وطور النشاط الشتوي.

مكافحة عثة ثمار الزيتون

كيف تتم مكافحة هذه الآفة؟

 

من أجل مكافحة عثة ثمار الزيتون يجب أن يتبع المزارع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية

يخدم المزارع بساتين الزيتون بصورة خاصة بتسميد معدني متوازن NPK، ولا يجب الاكتفاء بالسماد البلدي وحده. كما يتخلص المزارع بصورة نهائية من الأعشاب التي تتواجد حول بساتين الزيتون، أو ضمنها.
،للقضاء على عذارى العثة وعذارى حفار ساق الزيتون وفراشة الزيتون النارية. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع الرش الوقائي ضد الفطور والبكتريا وبقية الآفات الحشرية وغير الحشرية باستعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb. كما يمكن أن يقوم المزارع بتعليق مصائد زجاجية أو بلاستيكية أو فرمونية أو ضوئية على الأشجار لصيد فراشات الأنفاق ومنها فراشة الزيتون النارية وفراشة الزيتون العادية سوية مع هذه الآفة.

مكافحة علاجية

ينصح بشكل قوي من أجل المكافحة العلاجية استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن بساتين الزيتون. كما ينصح بعدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد لندان، والفحوم الهيدروجينية أو المبيدات الباراثينوئيدية كالمبيد دلتا مثرين Delta methrin. يستعمل المزارع المبيد ذو التأثير الجهازي باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار الزيتون المصابة، أو المبيد أسيتا مبريد (Acetamiprid).

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على عثة ثمار الزيتون ومدى خطورتها على إنتاجية ومردود أشجار الزيتون. كما يكون المزارع قد اضطلع على دورة حياة العثة ضمن بساتين الزيتون وحدد موعد المكافحة بدقة. لا بد أن يكون مربي أشجار وبساتين الزيتون حريصًا عليها من الآفات الزراعية التي تقضي على إنتاجها من ضمنها الفراشات والحفارات والعث.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة