سوسة الخوخ Peach beetle؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع إصابة أشجار الخوخ بها، ومعلومات للمزارع

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 10 أبريل, 2024
سوسة الخوخ Peach beetle؛ أهم 5 أسباب وعوامل تشجع إصابة أشجار الخوخ بها، ومعلومات للمزارع

تعتبر سوسة الخوخ (Peach beetle) من الآفات الزراعية التي تصيب الخوخ واللوزيات من لوز ومشمش ودراق، وتسبب ضررًا في الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي الكلي لمزارعي ومربي هذه الأشجار المثمرة المفيدة، كما أن هذه الآفة من الممكن أن تضعف الأشجار وتؤدي إلى انجذاب آفات أخرى، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بسوسة الخوخ، وكيف يمكن مكافحة سوسة الخوخ؟

آفة سوسة الخوخ

إن سوسة الخوخ هي من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار اللوزيات مفضلة الخوخ بصورة خاصة، وتحديدا البراعم قبل العقد، وتسبب ضررًا للمردود الكلي لمزارعي البساتين. قد يكون الضرر محدودًا في بعض المناطق، ولكن قد يرتفع مستوى الضرر في مناطق أخرى وخاصة في المناخ المتوسطي النموذجي الملائم وفي مناخ الصين والهند واليابان. تنتشر السوسة في مناطق زراعة اللوزيات حول العالم، وتوجد في آسيا الشرقية والغربية، وأوروبا الشمالية والجنوبية، ودول شرق المتوسط، وتقدر أضرارها بحوالي 45% من براعم اللوزيات مع تفاقم الإصابة.

الوصف

وصف شكل الحشرة

 

إن سوسة الخوخ تشبه غيرها من حشرات السوس والخنافس. الحشرة صغيرة بحوالي 5 مم، كما أن جسم الحشرة مغطى بزغب يعطيها مظهرًا أغبرًا ولونًا رماديًا شاحبًا أو غامقًا. تمتلك السوسة قرن استشعار مرفقي، أما اليرقات أو الديدان غير الكاملة والكاملة فهي عديمة الأرجل تمامًا وذات لون أصفر مخضر. يبلغ طول اليرقة عند اكتمال النمو والنضج حوالي 1- 1.3 سم ويمكن رؤيتها على أشجار الخوخ.

الإصابة بسوسة الخوخ

تتجلى أعراض الإصابة بسوسة الخوخ من خلال الحشرات الكاملة واليرقات على السواء، حيث تهاجم الخنافس الكاملة البراعم الزهرية ثم تثقبها وتضع فيها البيض، فتتلون أماكن الإصابة بالبني الأسود، ثم تجف وتموت تباعًا، وينجم عن ذلك عدم حدوث العقد على أشجار الخوخ واللوزيات. كما تهاجم اليرقات الأزهار غير المتفتحة وتسبب تساقطها وعدم تفتحها، فتجف وتموت وتصل نسبة الخسائر إلى حوالي 30- 45% من إنتاج شجرة اللوزيات.

خطورة سوسة الخوخ

تنبع خطورة سوسة الخوخ حين يشتد ضررها على بساتين الخوخ واللوزيات، بمعنى آخر، فإنها غير خطيرة إذا لم تكن موجودة بأعداد كبيرة أو لم تحدث ضرر واضح. من جهة أخرى، في بعض المناطق تقدر أضرارها بحوالي 25% من الإنتاج وقد تصل إلى 45% في بعض البساتين اللوزية. بناء على ذلك، لا يتم اللجوء إلى المكافحة وبرنامج الوقاية والإدارة إلا حين يشتد الضرر ويستدعي المكافحة بالفعل، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية على البيئة والمحيط والنحل ودود القز، خاصة أن أصناف الخوخ خلطية التلقيح تحتاح للنحل لتمام العقد، والمبيدات ستضر بالنحل الطنان الملقح للأزهار.

آفات يمكن أن تنجذب

يمكن أن تنجذب بعض الآفات عند الإصابة بسوسة الخوخ، ومن أهم هذه الآفات حافرة أوراق التفاح، وعثة الخوخ، وفراشة البرقوق، وحشرات القلف وخنفساء قلف اللوزيات وغيرها. كما تزداد الأضرار عند الإصابة بحفار الخوخ Btosima undecemmaculata وتصبح المكافحة ضرورية.

عوامل تشجع الإصابة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بسوسة الخوخ، أهمها خمسة عوامل:

  1. ضعف أشجار الخوخ واللوزيات العام، بسبب إهمال الري وعمليات التقليم والتسميد.
  2. وجود الأعشاب الضارة في بساتين الخوخ واللوزيات، فهذا يسمح للعذارى واليرقات الساكنة بالصعود لاحقًا على الأشجار.
  3. عدم تعقيم التربة في بساتين الخوخ وتركها من دون تعقيم لفترة زمنية طويلة عند زراعة اللوزيات، يسمح للعذارى والأطوار الساكنة للآفة بالتكاثر.
  4. كما أن وجود آفات أخرى كالحلم وماصات العصارة وحفارات القلف، وحفار الخوخ، يشجع الإصابة بالسوسة.
  5. استعمال المزارع لمبيدات متكررة سنويًا مع أشجار الخوخ واللوزيات يزيد مقاومة الآفات، ومنها السوسة.

دورة الحياة

الحشرات الكاملة

تقضي الحشرة فصل الشتاء بطور سوسة الخوخ الكاملة. عادة ما تتواجد الحشرة الكاملة في شقوق القلف وزوايا الأغصان والبراعم ضمن أجزاء أشجار الخوخ واللوزيات، وقد تتواجد ضمن التربة، أو تحت الأوراق المتساقطة. تبدأ بعض الحشرات بالظهور في بداية آذار/ مارس أو مع أوائل نيسان/ أبريل. تتغذى على الأوراق والثمار في الخوخ بعد غروب الشمس، ثم تثقب البراعم غير المتفتحة الخضراء وتحفر فيها فتتلف وتموت البراعم، وينجم عن ذلك كله عدم تلقيح الأزهار.

التزاوج

تتزواج حشرات السوس الكاملة في ما بينها، وبعد ذلك، تضع الأنثى البيض بحوالي 50- 70 بيضة خلال أسابيع في ثقوب البراعم الغضة والمعمرة على السواء ضمن أجزاء أشجار اللوزيات، حيث يختلف عدد البيض حسب الظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة والحرارة حول أشجار اللوزيات.

متابعة التطور

تتغذى الديدان واليرقات الخارجة من البيض على الأعضاء الداخلية للأزهار منها الأنوية وحبوب اللقاح والندوة العسلية، فتسبب جفافها وعدم تفتحها وموتها بنسبة لا يستهان بها. يكتمل نمو اليرقات خلال أسبوعين، ثم تتحول إلى عذارى ضمن الزهرة نفسها على أشجار الخوخ، أو تسقط نفسها إلى التربة وتتحول هناك. بعد ذلك، تخرج السوسة أو الخنفساء الكاملة خلال شهر أيار/ مايو، أو حزيران/ يونيو وتصعد جذع شجرة الخوخ، أو تتحرك على الشجرة، ثم تختبئ في شقوق القلف وبين البراعم أو تحت الأوراق المتساقطة حتى الربيع التالي، فتعيد دورة الحياة من جديد.

أجيال سوسة الخوخ

إن للحشرة جيل واحد في السنة كما هو مرصود عنها، حيث يظهر هذا الجيل مع أوائل نيسان/ أبريل أو بدايات آذار/ مارس أي بالتزامن مع ظهور براعم الخوخ.

مكافحة سوسة الخوخ

سبل مكافحة هذه الآفة على أشجار الخوخ المصابة

 

من أجل مكافحة سوسة الخوخ تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال اعتناء المزارع بالحالة العامة لأشجار الخوخ واللوزيات وخاصة الري المنظم الذي يكرر 3 مرات مع بدايات الربيع. يقلم المزارع الأشجار بصورة سنوية، حيث يكتفى بحوالي 3-4 أفرع أساسية لشجرة الخوخ، كما يحرص على عدم انتشار الآفات الأخرى في بستان الخوخ واللوزيات. أيضًا فعلى المزارع أن يتخلص من الأعشاب الموبوءة في البستان وعليه القيام بحرقها تمامًا، وهذا للتخلص من أي آفات ساكنة ضمنها ومنها السوسة. يراعي المزارع التسميد بصورة متوازنة لأشجار الخوخ واللوزيات (بالآزوت والفوسفور والبوتاس)، لإعطاء مناعة للشجرة ضد السوسة. أيضًا يعقم المزارع التربة بخلطها بالمبيد إندوسلفان Endosulfan، ويقلب المبيد بصورة جيدة، وتهدف هذه الإجراءات لمنع أي بوادر قوية من الآفة تدفعها لكي تصيب أشجار الخوخ وبقية اللوزيات.

مكافحة علاجية

تتم المكافحة العلاجية فقط عند حدوث ضرر يستدعي استعمال المبيد ضد السوسة، ولوحظ عند مكافحة آفات اللوزيات الأخرى بصورة مدروسة وبمبيدات منصوح بها أن نسبة الإصابة بهذه السوسة تنخفض. ترش أشجار اللوزيات وخاصة الخوخ قبل تفتح البراعم أي عندما يكون لون البراعم أخضر ونموها غض في أوائل نيسان/ أبريل، كما يستعمل المبيد أزنفوس ميثيل Azinphos- methyl بالرش على أشجار الخوخ واللوز. كما يمكن للمزارع أن يستعمل المبيد براثيون مثيل Parathion- methyl بالرش على البراعم وأوراق الخوخ. يفضل بشكل خاص أن يتم استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية ضد السوسة وعند معاملة الأشجار المثمرة، وأن توجه عمليات المكافحة قبل تفتح براعم الخوخ وبقية اللوزيات.

حلقة استعمال المبيدات

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الخوخ واللوزيات، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl. أما في الموسم التالي لإصابة الخوخ بالسوسة فيستعمل المبيد أزينفوس ميثيل (Azinphos methyl) بالرش على الخوخ واللوزيات. بينما في الموسم الثالث فالمبيد كرباريل Carbaryl بالرش على أشجار اللوزيات، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب.

برنامج الإدارة المتكاملة

إن إجراءات الإدارة المتكاملة لسوسة الخوخ تهدف إلى حماية البستان المثمر، وتأمين الظروف المثلى من بيئة وحرارة وتعقيم. يعقم المزارع التربة بالطاقة الشمسية، من خلال وضع أغطية بلاستيكية / بولي إتيلن/ فوق جذوع أشجار الخوخ على سطح التربة فترتفع حرارة التربة إلى 60 مئوية وبذلك يتم القضاء على الآفات الساكنة في التربة ومن ضمنها السوسة. كما يمكن أن يستخدم المزارع مصائد بلاستيكية أو زجاجية /مصيدة ماكفيل/ تعلق على أشجار الخوخ لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات وغيرها من آفات، ويمكن وضع المبيد كارباريل Carbaryl فيها مع طعم سام سكري. يراعي المزارع قدر الإمكان جمع الأجزاء المصابة من أشجار الخوخ واللوزيات والتخلص منها، كما يتخلص المزارع كذلك من الأفرع المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سوسة الخوخ ومظاهر الإصابة بها التي تظهر على أشجار الخوخ واللوزيات. كما نكون قد حددنا دورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة والتعقيم والإدارة ضمن بستان اللوزيات والخوخ المصاب بالسوسة. إن الأشجار المثمرة هي أشجار مباركة ويجب الحفاظ عليها وعلى إنتاجها من مختلف الحشرات الاقتصادية التي تصيبها ومن ضمنها هذه السوسة التي قد تكون شرسة ولا يستهان بها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة