حلم صدأ الحمضيات؛ تعرف إلى دورة حياتها وخطورتها وطرق مكافحتها

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
حلم صدأ الحمضيات؛ تعرف إلى دورة حياتها وخطورتها وطرق مكافحتها

يعد حلم صدأ الحمضيات Phyllocoptruta oleivora من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الموالح (الحمضيات) وتؤدي إلى ضعف الإنتاجية الاقتصادية، كما أن هذه الآفة تسبب ضعفًا للأشجار وتجذب آفات أخرى قد تكون حشرية أو بكتيرية أو فطرية أو غيرها، تعرف إلى دورة حياتها وخطورتها وطرق مكافحتها.

حيوان حلم صدأ الحمضيات

إن حلم صدأ الحمضيات ليس حشرة، ولا بكتريا، ولا فطر، ولا حتى فيروس؛ إن هذا الحلم هو ببساطة حيوان، ويعد من أهم الآفات التي تصيب الحمضيات. يصيب هذا الحيوان أشجار الحمضيات بكافة أنواعها (يوسفي، كليمانتين، كليوباترا، أبو ميلو، جريب فروت، ماير، إلخ). رغم ذلك، فإن هذا الحلم يفضل غالبًا مهاجمة الليمون الحامض والبرتقال والجريب فروت. ينتشر هذا الحلم في مناطق زراعة الحمضيات حول العالم، حيث يتواجد في شرق المتوسط، وأوروبا، وآسيا.

وصف حلم صدأ الحمضيات

إن حلم صدأ الحمضيات هو حيوان صغير جدًا تمامًا كباقي أفراد فصيلته وباقي أنواع الحلم. يبلغ طول الحيوان حوالي ١٥٠ ميكرونًا لذلك لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة. يتراوح لون جسم الحيوان من الأصفر إلى البرتقالي، ويتكون الجسم من حلقات كثيرة مع بعضها البعض (حوالي ٨٠ حلقة على البطن). كما أن الحيوان مزود بزوجين من الأرجل تقع في مقدمته. أما البيض فهو ذو لون أصفر باهت وشكل كروي دقيق.

دورة حياة حلم صدأ الحمضيات

يستمر تكاثر حلم صدأ الحمضيات طوال العام، وهو من الآفات سريعة التكاثر. يستغرق الجيل الواحد حوالي ٢٠-٢٤ يومًا في الشتاء أو الجو البارد. أما في الصيف ينخفض تطور الجيل إلى عدة أيام. تصل أعداد الحيوان إلى ذروتها في أشهر الصيف والأشهر الحارة من السنة، نظرًا لأن الحيوان يفضل الحرارة المرتفعة. يمكن أن يشاهد بغزارة في آب/ أغسطس وتموز/ يوليو وحزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر.

تضع الأنثى الواحدة حوالي ٨-٢٨ بيضة على الأوراق، أو على الأغصان الفتية، أو على الثمار. بعد عدة أيام يفقس البيض وتخرج اليرقات، ثم تتحول إلى حوريات. تبدأ الحوريات عملها ولا تسلك سلوك الحافرات أو صانعات الأنفاق، بل سلوك ماصات العصارة النباتية. بعد ذلك، تنسلخ الحوريات إلى عمر أول ثم عمر ثاني، ثم الحيوان الكامل. وفي الحقيقة، يعطي هذا الحيوان عددًا كبيرًا من اﻷجيال ولا يمكن تحديدها بدقة.

خطورة حلم صدأ الحمضيات

خطورة حلم صدأ الحمضيات

تنبع خطورة حلم صدأ الحمضيات، في حقيقة الأمر، من أنه يضعف الشجرة مكان الإصابة، مما يؤدي لانجذاب عدد من الآفات الأخرى التي تستغل ضعف الشجرة. من أهم الآفات التي يمكن أن تنجذب حشرات البق الأسترالي، وذبابة فاكهة البحر المتوسط Mediterranean fruit fly. كما يمكن لآفات أخرى غير حشرية أن تتشجع وتصيب الأشجار، كفطور الذبول Fusarium وبكتريا التقرح Xanthomonas وغيرها. قدرت العتبة الاقتصادية أضرار هذا الحيوان على أشجار الموالح بحوالي ٥٠-٧٠٪ من الإنتاج.

الإصابة بحلم صدأ الحمضيات

إن الإصابة بحلم صدأ الحمضيات تأتي من الحيوان بكل أطواره (الحوريات والحلم الكامل). يمتص الحيوان محتويات طبقة القشرة للثمار فتتلون باللون الصدئي المحمر في حال إصابة البرتقال والجريب فروت. أما في حال إصابة الحلم لليمون الحامض فيكون لون الإصابة فضيًا. مع اشتداد الإصابة بهذا الحلم فإن القشرة تنثني نحو الخارج وتتشقق، وذلك يؤدي لتدهور القيمة التجارية والتسويقية للثمار. بالإضافة لذلك، قد تتعفن الثمار وتسود نتيجة انجذاب فطر البنسيليوم Penicillium إليها. كما أن الحلم يصيب الأوراق والأغصان، ويظهر على الأوراق بقع سوداء صغيرة.

عوامل تشجع الإصابة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بحلم صدأ الحمضيات. وفيما يلي أبرز 4 عوامل تشجع الإصابة بها:

  • وجود آفات أخرى كالذبابة البيضاء، وحافرات الأنفاق.
  • عدم عناية المزارع بأشجار الحمضيات بصورة عامة (ري، تقليم، تسميد).
  • إضافة أسمدة عضوية غير متخمرة بشكل كاف، يشجع الإصابة بمختلف الآفات.
  • قيام المزارع باستخدام المبيدات بشكل جائر يؤدي إلى ضرر البيئة وانجذاب الآفات من ضمنها هذا الحيوان.

مكافحة حلم صدأ الحمضيات

مكافحة حلم صدأ الحمضيات

من أجل مكافحة حلم صدأ الحمضيات تُتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وفيما يلي أهم هذه الإجراءات:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية العامة بحالة أشجار الحمضيات. يعتني المزارع قدر الإمكان بالري بطريقة سليمة وعدم التطويف أو زيادة رطوبة التربة. كما يعتني المزارع بالتقليم السنوي، على أن ينفّذ في الظروف الجافة الحارة لكي لا تتعرض الشجرة للخدوش والجروح. أيضًا يقوم المزارع بالتسميد المتوازن بالعناصر الصغرى والكبرى التي يحتاجها النبات. كما يتم استعمال سماد بلدي متخمر على الأقل لمدة ست أشهر.

مكافحة علاجية استئصالية

تتم المكافحة العلاجية باستخدام المبيدات بمجرد تأكد المزارع من تفشي الإصابة. ترش أشجار الحمضيات بأحد مبيدات العناكب المتخصصة، من أمثال كلوروبينزلات (chlorobenzilate). يمكن أيضًا استعمال بروموبروبيلات bromopropylate. يفضل أن تُجرى المكافحة في بداية الصيف لأن التأخر سيزيد من الإصابة ويفاقم الخطورة ويصعب المكافحة. يمكن أيضًا أن يتم استعمال الكبريت المكروني الذي ينفع جدًا في هذه الحالة.

الإدارة المتكاملة

تتم الإدارة المتكاملة لحلم صدأ الحمضيات من خلال المراقبة الدورية لأشجار الحمضيات، خاصةً في بداية الصيف. ويقصد بالإدارة المتكاملة إجراءات المكافحة المتكاملة بالإضافة إلى الاهتمام بالعمليات الزراعية، والعناية الفزيولوجية، والاهتمام بالبيئة. يقوم المزارع باستعمال مبيدات فوسفورية للقضاء على النطاطات والفراشات والحشرات الأخرى في حال تداخل الإصابة بالحلم معها. كما يمكن للمزارع استعمال مصائد جاذبة أو طعوم سامة لمكافحة الحشرات. بالإضافة لذلك، يحرص المزارع على العناية بالحراثة السطحية وعدم تكرار عدد مرات الحراثة ويكتفى بـ ٣ مرات في الموسم.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حلم صدأ الحمضيات وخطورتها في حال اشتداد الإصابة بها. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على الإصابة، وسبل الوقاية والمكافحة والإدارة المتكاملة للحلم. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على العناية بأشجاره من مختلف الآفات التي تصيبها وتؤدي لخسائر هائلة في إنتاجية الأشجار المثمرة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة