تسميد النباتات؛ أنواع وتأثير الأسمدة وإرشاداتها وطرق التسميد

د.مروة أبوالسعود
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
تسميد النباتات؛ أنواع وتأثير الأسمدة وإرشاداتها وطرق التسميد

تسميد النباتات plants fertilization هو إمدادها بالعديد من العناصر الغذائية التي تكون بحاجة إليها إما بسبب نقصها في التربة أو أن هناك بعض النباتات خاصة نباتات الزينة تكون في حاجة دائمة للتغذية المستمرة. تعرف إلى أنواع وتأثير الأسمدة وإرشاداتها وطرق التسميد وكيفية تحديد الاحتياجات التسميدية للنبات.

أهمية تسميد النباتات plants fertilization

يلعب التسميد دورًا أساسيًا في حياة النباتات مباشرة ولا سيما النباتات النامية؛ إذ إنه يمد النباتات بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه، كما أنه يعمل على تحسين جودة المحاصيل الزراعية، إلى جانب الحفاظ على النباتات والمحاصيل الزراعية ونباتات الزينة من الآفات والأمراض. كما أن التسميد المستمر للنباتات وفق جدول يعمل على تحسين بنية التربة، كذلك زيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمياه وتقليل فقدان التربة بسبب التعرية

تسميد التربة

تسميد التربة هو غذاء مباشر للتأثير في نمو حياة النباتات خاصة نباتات الزينة كذلك النباتات الداخلية؛ إذ يلجأ البستانيون لهذه الحالة لاختلاف العناصر التي يحتاجها كل نوع من نباتات الزينة ولتسهيل تغذية النبات والحصول على نتيجة مرجوة طيلة حياة النبات. هناك العديد من المحاصيل التي تستهلك عناصر التربة بشدة، وإذا لم تعوض تلك العناصر المستهلكة فإنه تظهر أعراض نقصها على النباتات والمحاصيل، لذا يفضل إمداد التربة بتلك العناصر بصورة محسوبة قبل عملية الزرع نفسها.

أنواع الأسمدة وplants fertilization

تنقسم مصادر التسميد التي يمكن للنبات الحصول منها على احتياجاته الغذائية، التي تضمن للأرض خصوبتها وتحافظ على قدرتها الإنتاجية إلى نوعين رئيسيين:

أسمدة عضوية

قد تكون حيوانية المنشأ، مثل: روث الحيوانات ومسحوق الأسماك إذ يتراوح المحتوى الآزوتي فيها بين 6-14 % أو نباتية وتتمثل في المخلفات الصناعية للنباتات، مثل: مخلفات السمسم والخروع والقطن ويصل محتواها من النيتروجين إلى 6-7 %، وقد تكون الأسمدة العضوية خضراء؛ وهي عبارة عن نباتات تتبع عائلة البقوليات أو العائلة الصليبية أو النجيلية. تزرع هذه النباتات وعند وصولها مرحلة معينة من النمو والنضج، تحرث في التربة وتترك لتتحلل تحليلًا كاملًا وقد يساعد السيناميد بكميات محسوبة بدقة عالية في عملية التحليل.

أسمدة كيميائية

يتكون هذا النوع من السماد من مواد كيميائية مصنعة. قد يحتوي على عنصر واحد ويسمى سماد أحادي مثل map، وقد يتكون من أكثر من عنصر ويسمى سماد مركب مثل npk.

العوامل التي تحدد الاحتياجات السمادية للنبات

هناك عدة عوامل رئيسية تؤثر في كيفية تحديد الاحتياجات المستخدمة للتسميد؛ نذكر منها

نوع النبات أو المحصول

تختلف النباتات في احتياجاتها من المواد الغذائية وفق طبيعة وطول موسم النمو وكثافة النباتات، كذلك احتياجات النبات للعناصر اللازمة لتكوين المحصول. على كلِ، يحتاج النبات لمواد أساسية تسمى العناصر الكبرى وهي ثلاثة؛ النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم ويرمز لها بالرمز npk؛ إذ يعمل الفسفور على نمو وانتشار الجذور في بداية مراحل النمو بصورة صحية، ثم أنه يعمل على تحسين النمو الخضري للنباتات، وتعد المحاصيل الجذرية -التي يؤكل منها الجذر- الأكثر احتياجا لعنصر الفسفور.

يعمل البوتاسيوم على نقل العناصر والمواد المكونة في المجموع الخضري حيث عملية البناء الضوئي وتكوين الغذاء الذي يحتاجه النبات في صورة يمكن الاستفادة منها إلى الجذور والثمار، كما أنه يكسب الثمرة شكلها الصلب المشدود، إضافة إلى أنه يلعب دورًا هامًا في تكوين السكريات والنكهات داخل الثمار. تعد المحاصيل الدرنية والجذرية والثمرية هي الأشد احتياجًا لعنصر البوتاسيوم.

أما عن النيتروجين فهو المسؤول الأول والأساسي في تكوين المجموع الخضري ومنه تغذية النبات ككل والحصول على ثمار النباتات.

بجانب العناصر الكبرى، تحتاج بعض النباتات التسميد بعناصر إضافية تسمى العناصر الصغرى trace elements وتضاف بكميات قليلة جدا (ppm)، توجد في صورتين، تضاف للنبات من خلال مياه الري أو بالرش كسماد ورقي. تتمثل العناصر الصغرى في الحديد والنحاس والمنجنيز والموليبيدنوم والزنك والبورون والكلور والنيكل. وقد يستخدم الكوبالت في بعض الأحيان، إذ إنه يعمل على تثبيت النيتروجين (العنصر الأهم) بشكل أفضل.

نوع التربة وتسميد النباتات

تؤثر نوع التربة في نوع السماد المستخدم وفق مدى تماسك التربة وقدرتها على الإمساك أو الارتباط بالعناصر. هناك العديد من أنواع التربة معتمدة على حجم الحبيبات ومدى تماسكها والتي تؤثر بدورها في تهوية التربة وتماسك عناصرها وقدرتها على التمسك بالعناصر المضافة والاحتفاظ بها فيما يسمى بالسعة التبادلية الكاتيونية (Cation exchange capacity-CEC)؛ فنجد أن التربة الرملية خفيفة وحبيباتها غير متماسكة بشدة، لذا ينصح بإمدادها بالأسمدة بطيئة الإطلاق بكميات صغيرة لكنها مناسبة على فترات متقاربة، إذ إنها لها القدرة على نقل العناصر للنبات بسرعة وبشكل أفضل ولا تتمسك بها. بينما العكس بخصوص التربة الطينية أو الثقيلة فهي متماسكة بشدة وتتمسك بالعناصر ولها القدرة على الاحتفاظ بها مدة أطول، لذا ينصح باستخدام الأسمدة سريعة الإطلاق حتى يستفيد منها الزرع.

عمر ومرحلة نمو النبات وplants fertilization

يحتاج النبات في مراحل عمره الأولية إلى عنصري النيتروجين والفسفور لما سبق ذكره من الأسباب، أما في مرحلة الإزهار (Bloom) والعقد، تزداد حاجة النبات إلى عنصري البوتاسيوم والكالسيوم.

نظام الري المتبع وتسميد النباتات

يوجد العديد من طرق الري؛ من أشهر هذه الطرق هي التنقيط والغمر. يؤثر نوع الري في عملية التسميد؛ إذ إن الغمر يستهلك كمية أعلى من مواد التسميد نتيجة الفقد المصاحب لغسل التربة مع تصريف الماء، يعتبر التنقيط هي أفضل طريقة للري الطبيعي في عملية الزراعة ولا سيما المنزلية منها من حيث الحفاظ على الماء وكمية السماد كما أنه يحسن من إنتاجية المحاصيل من حيث الجودة.

طرق تسميد النباتات plants fertilization

يتم تسميد الزرع خلال مراحل مختلفة؛ إما قبل الزراعة؛ فيها تزود التربة بالسماد نثرًا قبل عملية الحرث الأخيرة السابقة للزرع، وفيها تُستخدم سماد حيوانيًا أو بديلًا عضويًا مناسبًا. إما بعد عملية الزراعه؛ وتجرى بواسطة طرق مختلفة، نذكر منها ما يلي:

  • النثر

تستخدم مع الخضروات الكثيفة وأحواض المشتل، ينبغي تجنبها مع الأسمدة المركزة لصعوبة توزيعها ونشرها مما قد يسبب الضرر للأوراق، ويجب تجنب إجرائها أثناء هبوب الرياح، كذلك ينصح بعدم استخدامها مع المواد الفوسفاتية، ومن أبرز مشكلاتها أنها عالية التكلفة.

  • الخطوط

يجرى بالتسميد في صورة خطوط على أبعاد متفاوتة من الزرع بكميات مناسبة لعمر ومرحلة نمو المزروعات ثم تغطى بناتج عزق الأرض.

  • الخنادق

تستخدم مع المزروعات التي تزرع على مصاطب ولا سيما في المشاتل، تحفر الخنادق على بعد 10-15 سم من النبتة بعمق 10 سم وتوضع بها المواد المغذية الاساسية ثم تغطى بالثرى، وتعمل الجذور أو تقليب التربة على استهلاك العناصر واستخدامها.

  • التكبيش

توضع كمية صغيرة لكل نبتة على حدة، وتحدث مع النبتات الصغيرة، مثل: البطيخ والخرشوف. وتفضل في الأرض الرملية، ومن أهم مميزاتها أنها تقلل الكمية المستخدمة وعليها تقليل التكلفة.

  • الرش بالمحاليل المائية

يتخذ هذا الإجراء مع السماد الورقي، وذلك في حالة نقص العناصر الصغرى بكميات ضئيلة، كذلك عند استخدام سماد اليوريا في التسميد الآزوتي.

الاحتياطات اللازمة عند إضافة الأسمدة للتربة أو الزرع

عند استخدام السماد على تربة الحقل أو المزروعات، ينبغي أخذ بعض الاحتياطات بعين الاعتبار؛ أهمها ما يلي:

  • عمل برنامج تسميد مناسب يراعى فيه وجود مدة زمنية بين التسميدات المختلفة خاصة عند اختلاف المواد المستخدمة للتسميد.
  • مراعاة عمر ومرحلة نمو النبات.
  • مراعاة احتياجات كل نوع من المزروعات.
  • استخدام أسمدة عالية الجودة.
  • مراعاة موعد ري وتسميد النباتات
  • الحرص على العناية وغسل التربة على فترات للتخلص من ترسيبات وبواقي السماد.
  • تجنب الإفراط في استخدام السماد عند plants fertilization

أضرار تسميد النباتات على التربة والزرع

هناك العديد من المخاطر لتسميد النباتات plants fertilization؛ أبرز مخاطر التسميد ما يلي:

  1. تفاعل الأسمدة وترسبها في تربة الحقل.
  2. تسمم المحاصيل الزراعية عند زيادة جرعة التسميد.
  3. احتراق أوراق النباتات من بعض مواد التسميد.

ما هي أفضل طريقة لتسميد النباتات؟

استخدم منتجًا سائلًا أو حبيبيًا بكمية متوازنة من العناصر الغذائية الثلاثة الكبرى.

متى تتم عملية التسميد، قبل الري أم بعده؟

قبل استخدام الأسمدة بيوم أو يومين، اسقِ حديقتك جيدًا. ثم بعد أن يجف العشب، ضع السماد، ثم أروِ برفق مرة أخرى. هذا الري الثاني مهم للغاية، لأنه يغسل السماد من ريش العشب ويصل إلى التربة.

كيف أعرف أن نباتاتي تحتاج إلى سماد؟

يمكن أن تكون أوراق الشجر الخضراء الفاتحة والأوراق الناضجة المصفرة علامة على أن النبات يحتاج إلى النيتروجين. يمكن أن يكون التسمم بالكلور (أوراق خضراء فاتحة مع عروق خضراء داكنة) إشارة إلى أن النبات يحتاج إلى البوتاسيوم. إذا تحولت الأوراق القديمة إلى اللون الأرجواني عند القاعدة وكانت الأوراق الأخرى باهتة وخضراء داكنة، فقد يكون هناك نقص في الفوسفور.

اقرأ المزيد: 

ختاماً، تسميد النباتات plants fertilization أصبح ضرورة حتمية في الوقت الحالي لما أصاب التربة من عوامل التعرية سواء الناتجة عن تغيير المناخ أو بسبب التجريف الجائر للأراضي الزراعية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة