تعتبر دودة ثمار الرمان (Pomegranate fruits worm) من أهم الآفات الزراعية التي تصيب الرمان، وقد تسبب هذه الآفة ضررًا على الإنتاج وخسارة في الثمار وتضرر في نوعيتها وجودتها، وقد تكون آفة قاتلة في بعض البساتين مع توافر الظروف المناسبة لها، فما هي علامات الإصابة بدودة ثمار الرمان، وكيف يمكن مكافحة دودة ثمار الرمان؟
آفة دودة ثمار الرمان
إن آفة دودة ثمار الرمان هي واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تضر بالإنتاج الاقتصادي للرمان وتسبب خسائر للمزارعين. تصيب الآفة الرمان، وبعض النباتات الأخرى التي تزرع إلى جواره من أشجار مثمرة. كما أن الآفة تؤثر في زراعة الرمان في حال تكاثرها وزيادة تعدادها، وقد تصل نسبة الإصابة إلى 60- 70% من الإنتاج الكلي لأشجار الرمان.
الإصابة بدودة ثمار الرمان
مظاهر الإصابة بالآفة
تتجلى أعراض الإصابة بدودة ثمار الرمان، بثقوب سوادء واضحة على منطقة الكأس في الثمار. إن الطور الضار هو اليرقات، حيث تهاجم اليرقات ثمار الرمان دون تمييز وتتلف محتوياتها من بذور وأنسجة وتمتص ما بداخلها من محتوى غذائي، وتتجلى الأعراض بصورة واضحة كاسوداد حول مكان الثقب المصاب. كذلك فتؤدي الآفة لتعفن الثمار لأنها تتغذى على محتوياتها وتجذب لها فطر البنسيليوم Pencillium. بالإضافة لما سبق، تنجذب آفات أخرى جديدة لبساتين الرمان، مما يفاقم الضرر، وقد تصل أحيانًا نسبة الأضرار إلى 75% ما لم تتم المكافحة والوقاية.
وصف الآفة
فراشة دودة ثمار الرمان
إن جسم الذكر من دودة ثمار الرمان بلون بني رمادي، أما جسم الأنثى فهو أسود اللون وأكثر غمقًا. كما يتلون السطح العلوي للأجنحة الأمامية في الأنثى باللون البنفسجي المحمر والقرنفلي معطيًا إياها شكل مميز، أما في الذكر فيتلون بالبرتقالي الأصفر مع وجود بقع بنية كبيرة. أما الجناح الخلفي فهو ينتهي بذنب قصير، ويبلغ طول جسم الحشرة الأنثى 3 سم، أما الذكر فيبلغ طوله 3.5 سم عند النضج.
يرقات دودة ثمار الرمان
أما اليرقات فهي خضراء فاتحة عند خروجها من البيض، ورأسها أسود، وعلى جسمها شعيرات سوداء، ثم يتحول لونها إلى الأحمر الغامق عند النضج.
خطورة دودة ثمار الرمان
إن دودة ثمار الرمان غير خطيرة حين تكون بأعداد قليلة. من جهة أخرى، فإن الآفة تصبح خطيرة مع تفاقم الإصابة ضمن بساتين الرمان، لذلك تتوجب المكافحة. كما قد تتداخل الآفات في ما بينها، وتنجذب آفات جديدة للحقل، حيث من أهم الآفات التي قد تتواجد حفار ساق الرمان، والحشرات القشرية، وحلم الرمان والعنب، والأكاروسات. عند تفاقم الخطورة، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين الرمان لوقايتها من أي أخطار وتكاليف يمكن أن تأتي لاحقًا.
عوامل تشجع الإصابة بالدودة
هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بدودة ثمار الرمان، ومن أهم العوامل أربعة:
- زراعة الرمان مع أشجار مثمرة أخرى في نفس البستان، وهذا لا يجوز.
- كما أن وجود الأعشاب بصورة موبوءة ضمن بساتين الرمان يساعد في الإصابة، فالأطوار الساكنة تختبئ ضمنها.
- الاستعمال الجائر للمبيدات، وبشكل غير مدروس، ومن دون أخذ أي إرشاد أو معلومات من مختص أو خبير زراعي أو حتى استشارة بسيطة.
- أيضًا عدم العناية بالحالة العامة لبستان الرمان (تسميد، حراثة، ري) يشجع على الإصابة، فهو يضعف أشجار الرمان مناعيًا.
دورة حياة دودة ثمار الرمان
وضع البيض عند الحشرة
يتم وضع البيض من قبل أنثى دودة ثمار الرمان على ثمار الرمان عند منطقة الكأس، وبعد ذلك، يفقس البيض بعد 5- 14 يومًا. تتفاوت المدة حسب الظروف البيئية من رطوبة وحرارة وظروف بيئية ضمن بساتين الرمان، ويختلف تعداد اليرقات حسب ذلك، كما يختلف عدد البيض الذي يمكن أن يفقس.
سلوك يرقات الآفة
إن اليرقات تعتبر الطور الضار الرئيسي للآفة، وبمجرد خروج اليرقات بعد فقس البيض فهي تبدأ سلوك التغذية، فحتفر في ثمار الرمان ثم تتغذى على محتويات الثمرة من البذور والمحتوى الغذائي. بعد ذلك، تخرج من ثقب الدخول عند الثمار الناضجة أو الكبيرة عصارة حامضة لزجة، فتجف اليرقة وقد تموت في بعض الحالات بسبب فشل الدفاعات لديها أو بسبب عوامل فزيولوجية دفاعية ومناعية في جسم ثمرة الرمان نفسها.
متابعة تطور الدودة
تتحول اليرقات إلى عذراى داخل الثمار وقرب فتحة الخروج، وأحيانًا على أشجار الرمان نفسها بين الأوراق والأغصان الفتية. قد تحتاج الحشرة إلى عدة أسابيع ليكتمل نموها، وتتطور هذه الآفة بصورة أساسية على الأشجار المثمرة المزروعة بالقرب من الرمان فهي تساعد في تكاثرها وتنقلها.
أجيال دودة ثمار الرمان
قد يكون للدودة 4- 8 أجيال سنويًا مع توافر الظروف المناسبة ضمن بساتين الرمان المصابة وخاصة عند زراعة أشجار أخرى وعدم فصل بساتين الرمان عن غيرها من الزراعات.
مكافحة دودة ثمار الرمان
مكافحة الآفة على أشجار الرمان
تتبع من أجل مكافحة دودة ثمار الرمان جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
مكافحة وقائية للدودة
تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية بالحقل وبأشجار الرمان، مع فصل زراعة الرمان عن غيرها من الزراعات وزراعة الأشجار المثمرة. يراعي المزارع التسميد المتوزان بالآزوت والفوسفور والبوتاس والعناصر الصغرى والكبرى للرمان، وخاصة الآزوت لأن الرمان فقير به. قد يتم أيضًا التسميد بالمغنزيوم في بعض الحالات، ويراعى عدم زيادة التسميد الآزوتي وعدم تخفيضه في ذات الوقت. بالإضافة لذلك، يجب التخلص من الأعشاب التي تعتبر عوامل مساعدة على تكاثر الديدان واليرقات والأطوار الساكنة، كما يجب أن يتم الري بصورة جيدة لأشجار البستان، وكذلك التقليم الجيد بإزالة الفروع المتشابكة.
مكافحة استئصالية للآفة
تكافح الآفة عند حدوث الإصابة وبلوغ المستوى الحرج للضرر، بأحد مبيدات الحشرات الفعالة بالملامسة مثل تريكلورفون trichlorfon، أو سايبرمثرين cypermethrin بالرش على أغصان الرمان الغضة والثمار. يراعي المزارع أن يرش بعد عقد الثمار وعند بدء ظهور الفراشات في الحقل مع الربيع في نيسان/ أبريل. كما يتم تكرار الرش مرة كل 2-3 أسبوع حتى تتصلب قشرة ثمرة الرمان تمامًا. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية، لكن يراعى عدم استعمال المبيد نفسه في كل موسم، وعدم الاستعمال الجائر للمبيد ضمن بساتين الرمان؛ فهذا يضعف الأشجار ومناعتها ويقوي بالمقابل مناعة الآفات.
حلقة استعمال المبيدات ضد الدودة
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الرمان، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد سايبرمثرين (Cypermethrin) بالرش على ثمار وأغصان الرمان. أما في الموسم التالي لإصابة الرمان فيستعمل المبيد تريكلورفون Trichlorfon بالرش على أشجار الرمان مستهدفًا الفروع الغضة والثمار خاصة. بينما في الموسم الثالث فالمبيد كرباريل Carbaryl بالرش على أشجار الرمان من فروع وأغصان غضة ونموات فتية وثمار مع شهر نيسان/ أبريل، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفو- جهازية التخصص وعضوية.
برنامج الإدارة المتكاملة للآفة
تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بدودة ثمار الرمان من خلال:
- إجراء تنقيب لترب أشجار الرمان وحراثة على عمق 10- 15 سم قبل الزراعة، وهذا كفيل بالقضاء على عذارى الدودة الساكنة المختبئة في التربة.
- ثم يحدد الفلاح مسافات الغراس بصورة متباعدة، ويتجنب الكثافة الزائدة لأشجار الرمان لأنها تزيد قدرة الدودة على التكاثر.
- بعد ذلك يتم إضافة الأسمدة الآزوتية، والفسفورية، والبوتاسية، وخاصة الآزوت بشكل متوازن ومحسوب لأشجار الرمان؛ فالرمان يحب الآزوت.
- يراقب الفلاح أشجار الرمان بصورة منتظمة مع بدايات الربيع في نيسان/ أبريل ويعلق المصائد الخاصة (طعم سام/ مادة سكرية+ مبيد كارباريل Carbaryl) لصيد فراشات الدودة.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة ثمار الرمان ومدى خطورتها في حال تفشي الإصابة ضمن بساتين الرمان. أيضًا نكون تعرفنا على الإصابة ودورة الحياة وسبل المكافحة التي يجب على المزارع أن يتبعها عند الضرر بهذه الدودة الشرهة للثمار.
عذراً التعليقات مغلقة