فراشة الزيتون؛ تعرف معنا إلى خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
بواسطة المهلب مرهجتعديل رهف بلال
فراشة الزيتون؛ تعرف معنا إلى خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها

تعتبر فراشة الزيتون (Prays oleellus) من أخطر الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار الزيتون في بقاع كثيرة حول العام، وتؤدي هذه الآفة إلى تدني الإنتاج الزراعي لمحصول الزيتون، وكذلك فهي تضعف الأشجار وتؤدي إلى انجذاب العديد من الآفات إليها، فما هي علامات ودلالات الإصابة بفراشة الزيتون، تعرف معنا إلى خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها.

آفة فراشة الزيتون

في الحقيقة، إن فراشة الزيتون واحدة من أهم الآفات الزراعية المصنفة كحشرات خطيرة على الزيتون وزراعته. كما تنتشر هذه الآفة في أغلب بقاع العام التي يزرع فيها الزيتون، فتتواجد في أوروبا، وشرق المتوسط، وشمال أفريقيا. يمكن أن تشاهد هذه الآفة بكثرة في المغرب، وسوريا، وتركيا، وقبرص، ولبنان، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان. قدرت العتبة الاقتصادية في واقع الأمر خسائر كبيرة مع تفاقم الإصابة؛ لذلك فمن الضروري مكافحة فراشة الزيتون.

وصف الآفة

إن الشكل العام لفراشة الزيتون يشبه إلى حد ما أشكال العث والفراشات الحافرة للأنفاق. يمكن أن تتشابه هذه الآفة مع حفار أوراق البندورة شكلاً. وفي ما يلي الوصف الشكلي للآفة:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة هي فراشة صغيرة يبلغ طول جسمها حوالي 4-6مم. أما اللون العام للفراشة فهو الرمادي أو الفضي المبيض. بينما الأجنحة تكون مهدبة الحواف بأهداب رمادية اللون. يبلغ طول الجناحين الأماميين منبسطين حوالي ١٠- ١٥مم. كما يكون الجناحان الأماميان منقطان بنقاط بنية وصفراء مع وجود بقعتين غامقتين في مركز كل جناح. أما الأجنحة الخلفية فصفراء اللون.

يرقة فراشة الزيتون

أما اليرقة فهي أسطوانية الشكل بلون بني فاتح أو رمادي مخضر مع وجود خطوط متطاولة. يبلغ طول اليرقة عند نضجها حوالي ٧-٩مم. يمكن تمييز هذه اليرقة عن يرقات بقية الآفات التي تنتمي إلى العث والفراشات صانعة الأنفاق عن طريق اللون وحده.

العذراء

أما العذراء فهي تشبه الحشرة الكاملة تقريبًا ولكنها أصغر وأبهت لونًا. غالبًا ما تكون العذارء بنية فاتحة اللون ومختبئة في شرنقة حريرية بيضاء تصنعها من أجل هذه الغاية. قد تتواجد العذراء في التربة أو ضمن أنسجة النبات.

الإصابة بفراشة الزيتون

تتجلى أعراض الإصابة بفراشة الزيتون من خلال مظاهر مرئية وأخرى غير مرئية. تهاجم الأطوار الضارة (اليرقات أو الأطوار غير الكاملة) البراعم وتؤدي إلى خسائر فيها تقدر بحوالي ٤٠-٦٠٪. كذلك فإن اليرقات تهاجم الأزهار والحوامل الزهرية وتقرضها وتقلل نسبة العقد والإزهار وبالتالي ينخفض الإنتاج. كما تهاجم اليرقات الأوراق وتحفر فيها أنفاقًا على شكل حرف (S) في بداية الأمر ثم يتسع النفق وتتغير أشكاله مع مرور الوقت. أيضًا فإن اليرقات تهاجم ثمار الزيتون نفسها وتسبب خسائر بحوالي ٣٠٪ من الثمار.

خطورة فراشة الزيتون

تنبع خطورة فراشة الزيتون من جملة من العوامل الهامة التي تجعل منها آفة تهدد أشجار الزيتون. وأهم العوامل:

  • تتواجد اليرقات ضمن الأنفاق متعددة الأشكال التي تصنعها مما يصعب على المزارع إيصال المبيد إليها.
  • كما أن الخطورة تنبع من أن اليرقات تهاجم كل المجموع الخضري للأشجار (براعم متفتحة، أزهار، أوراق، ثمار).
  • أيضًا فإن يرقات الجيل الأول تعد الأخطر على الإطلاق لأنها تتلف البراعم الزهرية أو الأزهار لذلك تصعب المكافحة إذا جرت بشكل متأخر.
  • بالإضافة لذلك فإن هذه الآفة تضعف الأشجار ومناطق الإصابة وتؤدي إلى انجذاب آفات أخرى أهمها ذبابة ثمار الزيتون، وفراشة الزيتون النارية، وغيرها.
  • كذلك، فإن تداخل الآفات في ما بينها ضمن بساتين الزيتون، يزيد الخطورة، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة.

4 عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بفراشة الزيتون. وأهم العوامل:

  • وجود آفات ماصة للعصارة النباتية تصيب أشجار الزيتون كآفات الزيتون القطنية أو بسلا الزيتون.
  • كما أن وجود الأعشاب المحيطة حول بساتين الزيتون وضمنها يشجع العذارى الساكنة ضمنها على التطور ومن ثم التكاثر.
  • بالإضافة لذلك فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة غير موجهة وغير مدروسة، خاصة تكرار المبيد كل موسم، يزيد مقاومة الفراشة للمبيد بسلالاتها الجديدة.

دورة الحياة

تمتاز فراشة الزيتون بدورة حياة مختلفة إلى حد كبير عن باقي دورات حياة الفراشات الحافرة وصانعة الأنفاق. وفي ما يلي دورة حياة الآفة:

طور النشاط

تمتاز الآفة بطور نشاط شتوي. تقضي الآفة فصل الشتاء بطور اليرقات النشطة الحافرة للأنفاق ضمن أوراق الزيتون. عادة يأخذ النفق شكلاً واحدًا في البداية ثم مع مرور الوقت تتغير أشكال الأنفاق وتوجهاتها. كما تبدأ اليرقة الحافرة بعمل نفق جديد بعد كل انسلاخ. مع بدايات شباط تبدأ اليرقات في التغذية على سطوح الأوراق حتى اكتمال النمو. عادة يكتمل نمو ونضج اليرقات في منتصف شباط. بعد ذلك، فإنها تربط خيوط حريرية بين اﻷوراق وتتحول ضمن شرنقة حريرية بينها إلى عذراء.

الجيل الأول

تظهر فراشات الجيل الأول انطلاقًا من الربيع من منتصف آذار حتى منتصف نيسان. كما أن هذه الفراشات ذات نشاط ليلي. بعد التزاوج تضع الأنثى البيض على البراعم الزهرية ثم يفقس البيض بعد أسبوع. عندما تخرج اليرقات من البيض فإنها تتغذى على البراعم الزهرية ثم على الأزهار نفسها وتتحول ضمنها إلى عذراء بربطها بخيوط حريرية.

الجيل الثاني لفراشة الزيتون

أما فراشات الجيل الثاني فتظهر صيفًا اعتبارًا من شهر تموز، ثم تضع الأنثى البيض بعد التزاوج على الحوامل الثمرية أو على الثمار نفسها. تحفر اليرقات الخارجة من البيض ضمن الثمار، وتتجه إلى النواة. بعد ذلك، يكتمل نمو اليرقات فتترك الثمار وتترك ثقبًا واضحًا فيها. تتحول اليرقات إلى عذراى بين الأوراق أو ضمن التربة.

الجيل الثالث

بينما فراشات الجيل الثالث (الأخير) فتظهر مع أوائل الخريف في شهر تشرين الأول. بعد ذلك، تتزاوج الفراشات الكاملة ثم تضع الأنثى بيضها على السطح السفلي للأوراق. تتغذى اليرقات الخارجة من البيض بحفر أنفاق ضمن الأوراق خلال الخريف والشتاء. بعد ذلك، تعيد الآفة دورة الحياة من جديد بالعودة إلى سلوك الجيل اﻷول.

مكافحة فراشة الزيتون

سبل مكافحة هذه الآفة

من أجل مكافحة فراشة الزيتون يجب أن يتبع المزارع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية. وتتم المكافحة كالتالي:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يتخلص المزارع بصورة نهائية من الأعشاب التي تتواجد حول بساتين الزيتون، أو ضمنها. في الحقيقة، تعد الأعشاب عوامل مساعدة أولاً على حركة اليرقات، وثانيًا على أمن وسلامة العذارى الساكنة. كما يجب على المزارع اعتماد حلقة مبيدات أثناء الاستعمال للمبيدات الكيمائية وأن يتجنب تكرار نفس المبيد في كل موسم. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع الرش الوقائي ضد الفطور والبكتريا وبقية الآفات الحشرية وغير الحشرية. كما يمكن أن يقوم المزارع بتعليق مصائد زجاجية أو بلاستيكية أو فرمونية أو ضوئية على الأشجار لصيد الفراشات.

مكافحة علاجية

أما المكافحة العلاجية فتتم من خلال الاعتماد على المبيدات. ينصح بشكل قوي باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية. كما ينصح بعدم استعمال أي مبيدات ضارة كمشتقات الفحوم الهيدروجينية أو المبيدات الباراثينوئيدية. يستعمل المزارع المبيد ذو التأثير الجهازي دايثوات (Dimethoate). كما يمكن استعمال المبيد فوسفاميدون phosphamedon. أيضًا يجب على المزارع، وبقوة، أن يوجه عمليات المكافحة قبل تفتح البراعم الزهرية نظرًا لأن الجيل الأول من الآفة يصيب هذه البراعم.

مقالات مقترحة:

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على فراشة الزيتون ومدى خطورتها كآفة زراعية ضارة بأشجار الزيتون. كما يكون المزارع قد اضطلع على دورة الحياة وحدد موعد المكافحة بدقة. بالإضافة لذلك، يكون المزارع قد ألم بسبل الوقاية والعلاج الممكن سواء بالعناية الزراعية أو بالمبيدات الكيميائية. لا بد أن يكون مربي أشجار الزيتون حريصًا عليها من الآفات الخطيرة التي تقضي على إنتاجها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة