نمشة الزيتون السوداء؛ تعرف إلى دورة حياتها وعوامل تشجع الإصابة بها

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 11 أبريل, 2024
نمشة الزيتون السوداء؛ تعرف إلى دورة حياتها وعوامل تشجع الإصابة بها

تعتبر نمشة الزيتون السوداء (Saissetia oleae) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب أشجار الزيتون وعددًا كبيرًا من الأشجار والشجيرات والنباتات الأخرى، وتؤدي هذه الآفة لضعف النباتات وانجذاب آفات أخرى إما ماصة للعصارة النباتية أو حفارة، كما تؤثر في إنتاجية ومردود المحصول الزراعي، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بنمشة الزيتون السوداء، تعرف إلى دورة حياتها وعوامل تشجع الإصابة بها.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

آفة نمشة الزيتون السوداء

نمشة الزيتون السوداء من الحشرات الاقتصادية الخطيرة. تصيب هذه الآفة أشجار الزيتون، والحمضيات (برتقال، ليمون، أبو ميلو، كريب فروت). كما تصيب هذه الحشرة الدفلة، ونباتات الزينة، والأشجار الحراجية وأشجار البساتين المثمرة بأنواعها. تنتشر هذه الآفة بصورة خاصة في المناطق المدارية وتحت المدارية. كما يمكن أن تتواجد في حوض البحر المتوسط. يكثر وجود هذه الآفة في اليونان، وإيران، والعراق، وسورية، والأردن، ولبنان.

وصف الآفة

الوصف الشكلي العام للآفة

كثيرًا ما تشبه نمشة الزيتون السوداء حشرة التين الشمعية. جسم الحشرة نصف كروي ويكون معلقًا وثابتًا على الجزء المصاب من النبات. كما يترواح قطر الجسم ما بين 3.5 – 6 مم. أما اللون فهو بني غامق أو أسود. بالإضافة لذلك، تتميز الحشرة بوجود بروز أعلى الجسم يأخذ شكل الحرف (H).

الإصابة بنمشة الزيتون السوداء

تتجلى أعراض ودلالات الإصابة بنمشة الزيتون السوداء من خلال امتصاص العصارة النباتية بصورة خاصة. لا تسلك هذه الآفة سلوك الحافرات أو صانعات الأنفاق، بل سلوك ماصات العصارة والأنسجة. تتجلى الأعراض والمظاهر عند الإصابة بالآفة كالتالي:

  • تهاجم الأطوار الضارة من حوريات وحشرات كاملة الأوراق والأغصان والفروع الحديثة للأشجار.
  • تمتص الأطوار الضارة السابق ذكرها العصارة النباتية للأنسجة.
  • كما تفرز كمية كبيرة من الندوة العسلية فتشجع نمو فطر العفن الأسود (Pencillium) عليها.
  • تؤدي المظاهر السابقة إلى تدني القيمة التجارية والتسويقية للثمار بصورة كبيرة.
  • تضعف أيضا الأشجار والنباتات بصورة عامة نتيجةً لضعف تنفسها.
  • كما تتجعد الأوراق المصابة وتلتف حوافها.
  • بالإضافة لذلك، تصبح مناطق الإصابة ضعيفة مما يشجع ظهور حشرات أخرى سواء كانت ماصة للعصارة النباتية أو حفارة.
  • الإصابة الشديدة وعدم المكافحة تؤدي إلى جفاف النبات وموته بالكامل.

الحد الحرج للآفة

إن الحد الحرج لنمشة الزيتون السوداء يعني العتبة الاقتصادية. المقصود بالعتبة الاقتصادية هو مستوى تعداد الآفة الذي وصلت إليه ومدى خطورتها وتكاثرها. لدينا ثلاث حالات:

  1. توقع المزارع للضرر الاقتصادي قبل وقوعه، وبالتالي الوقاية من الإصابة قبل حدوثها، وهو الأفضل.
  2. تمكن المزارع من تحديد المظاهر والعلامات التي تدل على الإصابة وبالتالي المكافحة المبكرة، مما يقلل فرص خسارة المحصول.
  3. حدوث المكافحة بشكل متأخر، ومع تفاقم الآفة، وهذا يضاعف فرص خسارة المحصول.

كما أن العتبة الاقتصادية تعني اللجوء إلى المكافحة فقط في حال استدعى الأمر ذلك. في حقيقة الأمر، إن اللجوء إلى المكافحة من دون دوافع حقيقة أو أضرار واضحة أو إصابة جلية يعد خطيرًا أكثر من الإصابة نفسها. وانطلاقًا من ذلك، يجب على المزارع الإلمام بـ:

  • عدم اللجوء للمكافحة بالمبيدات إن لم تكن هناك إصابة حقيقة بالنمشة.
  • يراعي المزارع استعمال نوع مختلف من المبيدات في كل موسم مع النمشة وماصات العصارة الأخرى.
  • يجب على المزارع تفادي استعمال مبيدات ضارة بنحل العسل ودود القز.
  • يجب استعمال مبيدات اختيارية أو جهازية للتقليل من الضرر على البيئة والأعداء الحيوية النافعة.

ما هي خطورة نمشة الزيتون السوداء؟

تنبع خطورة نمشة الزيتون السوداء من عدة عوامل هامة، وأهم العوامل:

  • تعتبر هذه الحشرة ماصة للعصارة النباتية وبالتالي فهي تجذب آفات أخرى إلى النباتات.
  • قد تكون هذه الآفات المنجذبة ماصة للعصارة مثل (الدفلة القشرية، والحشرة القشرية الأرجوانية، والبق الأسترالي).
  • كما قد تكون الآفات المنجذبة حفارة مثل فراشة الزيتون، وفراشة الزيتون النارية.
  • يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية (فطور الذبول، وبكتريا التقرح، وأمراض أخرى كالسل والتدرن التاجي).
  • مع تداخل الآفات في ما بينها، تزداد الخطورة وتنتقل إلى بساتين مجاورة، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM.

عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بنمشة الزيتون السوداء. وأهم العوامل:

  • ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور وتكاثر الآفة وتشكل القشرة الخاصة بها.
  • تذبذب الرطوبة وعدم انتظامها يساعد النمشة إلى حد كبير.
  • وجود آفات أخرى في الحقل كالعناكب الحمراء والذبابة البيضاء يساعد في الإصابة كثيرًا.

دورة الحياة

تمضي نمشة الزيتون السوداء فصل الشتاء بطور البيض أو كحوريات غير كاملة. كما يمكن أن تتواجد في طورها الكامل في بعض مناطق العالم. بعد ذلك، ومع وصول درجات الحرارة إلى ما يلائم فزيولوجيا جسم الحشرة، فإنها تتابع نموها. تتطور الحوريات خلال ثلاثة أشهر وتصل بعدها إلى طور الحشرة الكاملة. بالنسبة لأجيال الحشرة فهناك حالتان:

  • في المناطق الدافئة أو في حالة الزيتون المروي يكون هناك جيلين للحشرة في السنة.
  • أما في حالة الزيتون غير المروي وإصابة الحمضيات فيكون للحشرة جيل واحد في العام.

مكافحة نمشة الزيتون السوداء

سبل مكافحة هذه الآفة

من أجل مكافحة حشرة نمشة الزيتون السوداء تتبع إجراءات وقائية، وإجراءات علاجية. وتتم المكافحة كالتالي:

مكافحة وقائية

تتم المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بتنظيم درجات الرطوبة في البستان المزروع. يعتني المزارع بري منتظم لا يزيد ولا يقل عن حاجة النبات. الري الجيد له دور كبير في الحفاظ على ادمصاص التربة للعناصر الغذائية. الري الزائد يسبب الغدق واختناق الجذور وبالتالي تشجيع هذه الآفة بسبب زيادة الرطوبة. أما الري القليل فيسبب الجفاف ويشجع آفات أخرى حفارة. بالإضافة لذلك، يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة للبستان والأشجار من ري وتقليم وعزيق وإزالة أعشاب.

مكافحة علاجية

أما المكافحة العلاجية فتتم بطبيعة الحال باستعمال المبيدات. كما يراعي المزارع قدر الإمكان استعمال المبيدات في شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر وقبل ظهور الحوريات الجديدة في الربيع. أيضا يجب على المزارع استعمال مبيدات قابلة للخلط مع زيوت صيفية أو شتوية أو رديئة. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد باراثيون ميثيل (Parathion methyl) المقوى بزيت زيتون رديء أو أي زيت لا يحتاجه المزارع. كما يوصى قدر الإمكان اتباع حلقة مبيدات وتجنب تكرار استعمال نفس المبيد في كل موسم.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على نمشة الزيتون السوداء ومدى أضرارها وخطورتها الكبيرة على الأشجار المثمرة والنباتات. كما يكون المزارع قد اطلع على العوامل المشجعة على الإصابة وموعد المكافحة وسبل تطبيق الوقاية والمكافحة العلاجية. لا شك بأن مزارعي الأشجار المثمرة يجب أن يكونوا حريصين على إنتاجهم الغالي وأشجارهم المباركة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة