فراشة الليل؛ تعرف إلى مراحل تطور هذه الحشرة ومدى خطورتها وطرق المكافحة

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 10 أبريل, 2024
فراشة الليل؛ تعرف إلى مراحل تطور هذه الحشرة ومدى خطورتها وطرق المكافحة

تعتبر فراشة الليل (Sarurnia pyri) واحدة من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار اللوزيات والتفاحيات والعنب وغيرها، وتؤدي هذه الآفة في بعض الأحيان، أو نادرًا، إلى إحداث الضرر الاقتصادي والزراعي. تعرف إلى مراحل تطور هذه الحشرة ومدى خطورتها وطرق المكافحة.

آفة فراشة الليل

في الحقيقة، إن فراشة الليل هي من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار اللوزيات (خوخ، مشمش، لوز، دراق، كرز…). كما أن هذه الفراشة تصيب أشجار التفاحيات (سفرجل، تفاح، إجاص… إلخ). يمكن بالإضافة لذلك أن تصيب هذه الآفة العنب (الكرمة)، والفستق الحلبي، والجوز، وبعض أشجار الزينة والأشجار الحراجية.

تنتشر هذه الفراشة تقريبًا في كل مناطق العالم، حيث تتواجد زراعة التفاح واللوز والخوخ والإجاص. أيضا تعرف هذه الفراشة باسم (فراشة الطاووس الكبيرة).

الوصف العام

الوصف الشكلي العام للحشرة

إن فراشة الليل تختلف في الشكل كثيرًا عن بقية الفراشات التي تنتمي إلى رتبتها كحفار ساق التفاح، أو عثة التفاح، وغيرها. تمتاز هذه الفراشة بشكل استثنائي ومميز للغاية، وفي ما يلي الوصف العام لها:

فراشة الليل الكاملة

إن الفراشة الكاملة بطول حوالي ٤-٤.٥سم. يغلب على جسمها اللون البني أو الرمادي، كما تتميز بوجود بقعة تشبه العين البشرية في مركز كل جناح. حواف الأجنحة الخلفية عليها شريط فاتح اللون ومتعرج. أما قرن الاستشعار الجميل فهو مشطي مضاعف.

يرقة عثة الليل

أما اليرقة فهي خضراء اللون وقد تميل للزرقة أو اللون الأرجواني. كما توجد عليها بعض البقع بنظام خاص. إن طول اليرقة المكتملة النضج حوالي ١٢سم تقريبًا.

العذراء

بينما العذراء فهي غالبًا ما تكون شبيهة بالفراشة الكاملة. تتواجد العذراء في شرنقة حريرية بنية طولها حوالي ٦.٥سم. كما أن العذراء تتواجد في الغالب ملتصقة على الجدران أو أجزاء الأشجار، ولكن في مكان آمن مخبوء.

الإصابة بفراشة الليل

تتجلى أعراض الإصابة بفراشة الليل من خلال مهاجمة اليرقات لأوراق العائل. إن الإصابة تشبه كثيرًا الإصابة بدودة اللوز الحرشفية، حيث أن الأجزاء المهاجمة من النبات هي الأوراق وحدها. تمتاز اليرقات (الطور الضار) بشراهة كبيرة للأوراق. في الحقيقة، إن الإصابة محدودة جدًا في أغلب المناطق، ولكن من جهة أخرى، قد تشتد الإصابة نادرًا. يمكن أن تشتد الإصابة في المناطق التي تكون فيها البيئة مناسبة للحشرة، كمناطق المنخفضات والسهول. أيضًا يمكن أن تتكاثر في المناطق ذات الحرارة العالية.

مستوى خطورة فراشة الليل

إن عثة الليل غالبًا ليست خطيرة، ولذلك لا يتم اللجوء في أغلب الأحوال لمكافحتها. في حقيقة الأمر، لا يتم اللجوء لاستعمال المبيدات أبدًا إلا في حال كانت هناك إصابات حقيقية وتكاثر عددي كبير للآفة. هذه الفراشة لا يمكن مقارنتها بحشرات أخرى ضارة إلى حد كبير من أمثال دودة ثمار العنب، أو حفار الذرة الأوروبي.

قدرت العتبة الاقتصادية أن الأضرار بهذه الفراشة تكون بحوالي ١٥-٢٠٪ في حال الإصابة الضعيفة. من جهة أخرى، إذا حدث وتكاثرت الآفة في بيئة تسمح لها بذلك، قد يصل الضرر إلى ٦٠٪ وعندها يتطلب المكافحة.

دورة الحياة

إن دورة حياة فراشة الليل تتمتع بطور نشاط ربيعي، وطور سكون شتوي. وفي ما يلي دورة حياتها بالتفصيل:

طور السكون

إن طور السكون هو الشتاء. تتواجد الآفة كعذراء وهي تقضي طور التشتية أو السكون الخاص بها. يمكن أن تتواجد بين الأشجار، أو ضمن أنوية خاصة بها أو شرانق حريرية قوية مخبوءة في مكان أمين. تجهز العذراء جسمها فزيولوجيًا من أجل التطور إلى حشرات كاملة والشروع في عملها.

طور النشاط

أما طور النشاط فيحصل في فصل الربيع. في واقع الأمر، تبدأ الحشرات الكاملة في الخروج مع أوائل الربيع في آذار أو نيسان. بعد ذلك، تتزاوج الحشرات الكاملة في ما بينها، ثم تضع الأنثى حوالي ٢٠٠-٣٣٠ بيضة أو أكثر على هيئة مجاميع صغيرة. قد تتواجد مجاميع البيض على الأوراق، أو على الأغصان لكي تمهد نفسها للإصابة. يفقس البيض بعد حوالي الأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ثم تتغذى اليرقات الخارجة بشراهة على الأوراق.

يكتمل نمو اليرقات بعد حوالي الشهر في حزيران، ثم تترك العائل. عندما تترك اليرقات العائل فإنها تتجه إلى مكان آمن لكي تتحول إلى عذارى ضمن شرانق حريرية بنية اللون. قد تقضي الآفة بيات شتوي- صيفي لمدة طويلة ٨-٩ أشهر.

أجيال عثة الليل

إن الآفة لها جيل واحد فقط في السنة، وتلعب الظروف البيئية دورًا كبيرًا في احتمال ظهور هذا الجيل من عدمه.

مكافحة فراشة الليل

سبل مكافحة هذه الآفة

تتم مكافحة فراشة الليل فقط عند وصول الإصابة إلى الحد الحرج للضرر الاقتصادي. كما أن المكافحة لا يتم اللجوء إليها إلا عند الضرورة، والتعداد الكافي للآفة التي يستدعي ذلك. يحرص المزارع على جمع الفراشات الكاملة باليد في الصباح الباكر حيث تتوجه إلى قمم الأغصان سعيًا نحو أشعة الشمس.

كما يمكن التقاط أعداد كبيرة من الفراشة باستعمال مصائد ضوئية. بالإضافة لذلك، يتم استعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال باراثيون ميثيل (Parathion methyl). كما يمكن استعمال مبيدات كربماتية. يفضل بصورة خاصة استعمال المبيد كارباريل Carbaryl.

الإدارة المتكاملة

عند الإدارة المتكاملة لفراشة الليل، يطبق المزارع جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. ننصح المزارع بالعناية بحقله بصورة عامة، وفيما يلي بعض النصائح:

  • يجب على المزارع التخلص من الأعشاب الموبوءة في الحقل والتي تساعد العذارى عن تقضية طور السكون الشتوي أو الصيفي الشتوي.
  • كما ننصح المزارع بتقليم أشجار اللوز والخوخ والدراق والإجاص بصورة متقنة، بحيث يترك على الشجرة الواحدة حوالي ٣-٥ أفرع هيكلية فقط.
  • يراعي المزارع أن يقلم الأشجار في الصيف أو بعد جني المحصول لكي لا تحصل جروح على الأشجار في الشتاء وتساهم في الإصابة بالآفات.
  • بالإضافة لما تقدم، يعتني المزارع بالتسميد، والتعشيب، ومراقبة الأشجار بصورة دورية للتأكد من خلوها من الآفات.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على أبرز 4 طرق لمكافحة فراشة الليل التي تصيب أشجار التفاحيات واللوزيات وغيرها. كما نكون قد تعرفنا على دورة الحياة وسبل المكافحة الممكنة عند اشتداد الإصابة بالآفة وزيادة أعدادها. إن المزارع الحريص على بساتينه وحقوله لا بد أن يعتني بها من مختلف أنواع الآفات التي تصيبها، التي من الممكن أن تضر بالإنتاج الزراعي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة