الثاقبة ذات الست أسنان؛ 3 عوامل تشجع الإصابة على الأشجار، وما يلزم المزارع من معلومات عنها

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
الثاقبة ذات الست أسنان؛ 3 عوامل تشجع الإصابة على الأشجار، وما يلزم المزارع من معلومات عنها

تعتبر الثاقبة ذات الست أسنان (Sinoxylon sexdentatum) من الآفات الزراعية التي تصيب عدد كبير من النباتات والأشجار المثمرة التي لا يمكن حصرها، وقد تؤدي هذه الآفة إلى أضرار للشجرة، وضعف النباتات المصابة وانجذاب آفات خطيرة متنوعة إليها، فما هي علامات ودلالات الإصابة بالثاقبة ذات الست أسنان، وكيف يمكن للمزارع مكافحة الثاقبة ذات الست أسنان؟

حشرة الثاقبة ذات الست أسنان

إن الثاقبة ذات الست أسنان واحدة من الحشرات الاقتصادية التي تصيب عددًا كبيرًا من النباتات وتؤدي إلى ضعفها. تهاجم هذه الآفة الكرمة، والتين، والتوت، والتفاحيات، والزيتون، والبلوط، وتؤثر في زراعة المشمش والسفرجل. كما تصيب هذه الحشرة عددًا كبيرًا من النباتات الأخرى يصعب تحديدها بشكل دقيق وتام. غالبًا ما تكون الأضرار قليلة الأهمية الاقتصادية. ولكنها تستدعي المكافحة بصورة سريعة من قبل المزارعين، قبل تفاقم الضرر وخسارة جزء من الإنتاج.

وصف الآفة

الوصف الشكلي للحشرة

 

إن الحشرة الكاملة للثاقبة ذات الست أسنان هي خنفساء صغيرة الحجم بحوالي 4-6مم. الرأس والصدر الأمامي بلون أسود. يكون الرأس كبيرًا ويختفي تحت الحلقة الصدرية الأولى. كما أن الحلقات الأربعة الأخيرة من قرن الاستشعار تكون متضخمة. أما الحلقة الصدرية الأولى فكبيرة وعلى حوافها بروزات مسننة. بينما الغمدين فبنيي اللون وتوجد في نهايتيهما ستة أسنان (ثلاثة على كل غمد). من جهة أخرى، فاليرقة بطول حوالي 5-6 مم وذات لون أبيض. صدر اليرقة متضخم وذو أرجل أمامية نامية.

الإصابة بالثاقبة ذات الست أسنان

تحفر الحشرات الكاملة من الثاقبة ذات الست أسنان، أو الخنافس، الأغصان وخاصة التي يزيد عمرها عن العام الواحد. كما تحفر الآفة في الأغصان الجافة، ثم يتحول خشب الأغصان المصابة إلى نشارة خشبية تتكسر بفعل الرياح. تقدر العتبة الاقتصادية عند الإصابة الشديدة بهذه الآفة بحوالي 40% من الإنتاج الكلي. مع ذلك، ففي أغلب الحالات تكون الأضرار محدودة.

عوامل تشجع الإصابة بالثاقبة

هناك عوامل تشجع الإصابة بالثاقبة ذات الست أسنان، وأهم العوامل ثلاثة:

  1. وجود الأغصان المتشابكة والمتزاحمة للأشجار نتيجة إهمال عمليات التقليم السليمة.
  2. كما أن الجفاف ودرجات الحرارة العالية تسهم كثيرًا في الإصابة.
  3. أيضًا فإن عدم حماية المزارع لأغصان الأشجار بطليها بالكلس، أو بإحاطتها بالأكياس في الصيف، يسهم في الإصابة.

دورة الحياة

تقضي حشرة الثاقبة ذات الست أسنان فصل الشتاء بطور الحشرات الكاملة في طور السكون. تتواجد الحشرات الكاملة ضمن أنفاق قصيرة في الأغصان التي لا يقل عمرها عن عام واحد، وغالبًا ما تكون الأنفاق فوق البراعم مباشرة. بعد ذلك، تنشط الحشرات الكاملة مع أواخر الربيع حيث تبدأ في حفر أنفاقها في القلف ثم تنتقل إلى منطقة الخشب. كما تعمد اليرقات إلى تنظيف الأنفاق بصورة دؤوبة مستمرة. تخرج النشارة الناعمة من الثقوب المصابة، ثم تتزاوج الذكور والإناث ضمن النفق. أيضًا تضع الإناث البيض على طول النفق، ثم تحفر اليرقات الفاقسة ضمن الخشب وعند اكتمال النمو تتحول إلى عذارى في نهاية النفق. بعد ذلك، تخرج الحشرة الكاملة من ثقب مستدير صنعته اليرقة مكتملة النمو في القلف قبل التحول إلى عذراء.

“اقرأ أيضًا: فراشة الأشجار المثمرة”

مكافحة الثاقبة ذات الست أسنان

سبل مكافحة هذه الآفة الخطيرة

 

إن مكافحة الثاقبة ذات الست أسنان صعبة جدًا، للأسباب التالية:

  • إن هذه الثاقبة حشرة قوية ويصعب القضاء عليها حتى باستعمال المبيدات الفوسفورية.
  • كما أن الطور اليرقي الضار يتواجد ضمن الأنفاق مما يصعب وصول المبيد إليه.
  • أيضًا فإن المزارع قد لا يتمكن من العثور على الإصابة أو كشفها وخاصة إن كان لا يعرف شيئًا عن هذه الآفة.

وتتم مكافحة الثاقبة ذات الست أسنان من خلال نقطتين هامتين:

  • تقليم الأغصان المصابة وحرقها بعيدًا عن النبات أو البستان.
  • استعمال أحد الزيوت الرديئة المقواة بمبيد حشري جهازي فوسفوري مثل المبيد باراثيون ميثيل (Parathion- methyl).

وتتم عملية خلط المبيد واستخدامه كالتالي:

  • يحضر المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl وتؤخذ منه كمية كافية بحيث تمثل 1\3 من المزيج.
  • ثم يحضر زيت رديء أو سيء النوعية ولا يحتاجه المزارع وتؤخد منه كمية تمثل 2\3 من المزيج.
  • تخلط الكميتان السابقتان معًا وتمزجان جيدًا.
  • ثم يطلي المزارع أو الفلاح الجزء المصاب (الأغصان) بهذا المزيج.

إجراءات الإدارة المتكاملة للبستان

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بالثاقبة ذات الست أسنان، من خلال جملة من الإجراءات. بعض الإجراءات عنائي، وبعضها الآخر زراعي، وبعضها يكون كيميائيًا:

  • يعقم المزارع أو الفلاح التربة بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وتتم العملية بإحاطة جذوع الأشجار بنايلون من البولي إيتيلين، وبذلك ترفع درجة حرارة التربة ويتم القضاء على الآفات الساكنة.
  • ثم يتخلص الفلاح بصورة أكيدة من أي أعشاب منتشرة في الحقل، وخاصة المنتشرة بين الأشجار والمحاصيل.
  • كما يعتني المزارع بحراثة سطحية لا تتجاوز 12سم بالنسبة للأشجار المثمرة، ومن ضمنها الكرمة والزيتون والتوت والتفاحيات.
  • يراقب المزارع البستان بشكل جيد للتأكد من خلوه من أي آفات وإصابات مرضية.
  • يلجأ المزارع للرش الوقائي بالمبيدات الفطرية والنحاسية عند وجود إصابات فطرية أو بكتيرية.
  • كما يجب على المزارع الرش بالمبيدات الفوسفورية عند وجود الآفات الحشرية النطاطة وصانعات الأنفاق.
  • تكافح الثاقبة بالإجراءات التي تم ذكرها في فقرة المكافحة، ثم يتم التخلص من أي بقايا مصابة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على الثاقبة ذات الست أسنان ومدى خطورتها على الأشجار والبساتين المصابة. كما يكون الفلاح قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة والإدارة المتكاملة للبستان المصاب بالثاقبة. إن الأشجار المثمرة كنز ثمين لا بد من رعايته وحمايته من كل الآفات التي تصيبه وتضعف الإنتاج الزراعي والمردود الاقتصادي.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة