خنفساء خلايا النحل؛ تعرف إلى دورة حياتها وكيفية مكافحتها تقنيًا

حنان مشقوق
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
بواسطة حنان مشقوقتعديل Audai
خنفساء خلايا النحل؛ تعرف إلى دورة حياتها وكيفية مكافحتها تقنيًا

تعاني مستعمرات النحل من العديد من الآفات المختلفة، تشتهر من بينها خنفساء خلايا النحل، التي تغزو الخلايا وتبيد يرقاتها وتتغذى على محتواها. وسنتعرف في مقالنا على دورة حياة وأعراض إصابة الخلايا بخنفساء خلايا النحل. تعرف إلى دورة حياتها وكيفية مكافحتها تقنيًا.

ما هي خنفساء خلايا النحل

خنفساء خلايا النحل، أو خنفساء الخلايا الصغيرة (SHB)، هي خنفساء صغيرة سوداء إلى بنية اللون. ظهرت في البداية في إفريقيا وبالتحديد في جنوب الصحراء الكبرى، ثم انتقلت منها إلى مختلف البقاع. سببت هذه الآفة على مدار أعوام طوال ضررًا كبيرًا في مستعمرات النحل.

تسبب هذه اليرقات مجموعة عديدة من الأضرار التي تلحق بالنحل نتيجة إفراغ مخلفاتها في شمع العسل، والتهام الحضنة والعسل وحبوب اللقاح. كما تخلّف تغذية يرقاتها ملوثات تلوث العسل وتسبب تخمره.

دورة حياة خنفساء خلايا النحل

تمر دورة حياة خنفساء خلايا النحل في عدة مراحل، وهي:

البيوض

يمكن أن تضع الأنثى ما يقارب 1000 بيضة في حياتها، وقد تصل إلى 2000 بيضة في بعض الحالات. إذ تضع الأنثى مجموعات من حوالي 10-30 بيضة داخل حواضن النحل المغطاة أو في الشقوق الصغيرة. ويكون لون البيوض أبيضًا لؤلؤيًا بطول 1.4 ملم، وعرض 0.26 ملم. ويبلغ حجمها حوالي 2/3 من حجم بيضة النحل.

يعتمد عدد البيض الذي يفقس في الدرجة الأولى على الرطوبة النسبية في الخلية، وتعتبر درجة الرطوبة 34% هي الأنسب. ويستغرق عادة الأمر حوالي 3 أيام في المتوسط حتى تفقس البيوض وتخرج اليرقات منها.

اليرقات

يرقات خنفساء خلايا النحل

تعتبر اليرقات الأكثر ضررًا على خلايا النحل، إذ تبدأ هذه اليرقات بالتهام بيوض النحل وحبوب اللقاح والعسل. كما تتبرز في مختلف أمشاط الشمع، وتلوث العسل المخزّن. وعادة ما يبلغ طول اليرقات حوالي 1 سم وعرضها 1.6 مم، وهي بيضاء برأس بني داكن. وتعتمد سرعة نموها على درجة الحرارة وتوافر الطعام، وتستغرق حوالي 8-29 يومًا حتى يكتمل نموها.

وبعد فترة 6-14 يومًا، تدخل اليرقات مرحلة جديدة، يمكنها خلالها التنقل لمسافة 200 متر خارج المستعمرة للعثور على موقع مناسب. وتكون في هذه المرحلة عرضة لافتراس الطيور والنمل. وفي ظل الظروف غير المناسبة، تتمكن هذه الحشرة من إيقاف نموها مؤقتًا لفترة من الوقت حتى توافر الظروف المناسبة للمرحلة الجديدة.

طور ما قبل العذراء

بمجرد أن تجد اليرقات موقعًا مناسبًا، ستحفر حوالي 5-20 سم في التربة، وتبني خندقًا صغيرًا ناعم الجدران. تستغرق هذه المرحلة حوالي 2-12 أسبوعًا اعتمادًا على مجموعة من العوامل البيئية كالرطوبة ودرجات الحرارة. إلا أنه خلال فترات الشتاء والبرد الشديد قد تستغرق ما يقارب 100 يومًا.

في البداية، يكون لون اليرقات أبيض، ثم يتغير إلى البني الكستنائي أو الأسود حينما تتطور إلى خنفساء كبيرة. وبمجرد خروج الخنافس البالغة من التربة تطير بحثًا عن مستعمرات نحل العسل الجديدة لتنتشر فيها.

الخنفساء البالغة

خنفساء خلايا النحل البالغة

تكون الحشرات البالغة قادرة على الطيران لمسافات تصل إلى 15 كم للبحث عن مواقع خلايا النحل. وعادة ما تصل هذه اليرقات إلى الخلايا عبر تتبع رائحة النحل البالغ ومنتجات الخلية من حبوب اللقاح والعسل. كما قد يساعدها فرمون النحل في الوصول إلى الخلية أيضًا.

وعادة ما يبلغ طول الحشرة البالغة حوالي 7-5 مم، وعرضها حوالي 3-4.5 مم. في حين تميل الإناث لأن تكون أطول من الذكور وأثقل في المتوسط. وتصل الحشرات إلى مرحلة النضج الجنسي في 7 أيام، وتتزاوج في خلايا النحل. وعادة ما تستمر حياتها لحوالي الستة أشهر تتغذى فيها على العسل.

الكشف عن خنفساء خلايا النحل

إصابة الخلية بخنفساء خلايا النحل

عندما تحوي خلية النحل على عددٍ كبيرٍ من خنفساء خلايا النحل، يمكن الكشف عنها بسهولة في الخلية إما بشكل غير مباشر من خلال ملاحظة الأعراض والأضرار الظاهرة. أو بطريقة مباشرة من خلال وجود بيوض ويرقات وحشرات بالغة منها في الخلية. كما يمكن ذلك من خلال ملاحظة تخمر العسل، فيبدو دهنيًا، يخرج من عينيات الشمع الموضوع فيها، كما يعطي الخلية رائحة تشبه رائحة البرتقال المتعفن.

في بعض الحالات، يكون الكشف عن وجود الآفة صعبًا عند بدء انتشارها وقلة عددها. ففي هذه المرحلة تخرج الحشرات من الخلية خلال النهار وتعود عند الغسق لإصابة خلايا مختلفة، فلا يمكن للنحّال مشاهدتها. وتتمثل خطوات الكشف عن الآفة عمومًا فيما يلي:

  1. على النحال في البداية إزالة غطاء الخلية والتحقق من الوجه السفلي له.
  2. إزالة حاجز الملكة ومراقبة وجود خنافس في الخلية، والتي لمجرد رفع الغطاء ستبدأ بالتحرك والهروب والاختباء.
  3. فحص جميع أمشاط العسل والحضنة للتأكد من خلوها من الحشرات واليرقات.
  4. التحقق من جميع زوايا خلية النحل بعد إزالة جميع إطارات الشمع.

كما يمكنك مراقبة الأضرار التي تسببها الإصابة بخنفساء خلايا النحل فيما يلي:

  • تبدأ اليرقات بحفر أنفاق وإتلاف شمع العسل.
  • تأكل اليرقات العسل وحبوب اللقاح وحضنة النحل (البيوض، واليرقات، والحشرات الصغيرة).
  • تتبرز اليرقات في العسل فتخمره.
  • تتوقف ملكات النحل عن وضع البيض، وينخفض عدد النحل البالغ في الخلية بسرعة.
  • يبدأ النحل بتدمير شمع العسل وإزالة العسل المتوافر ووضعه جانبًا لاستخراجه من الخلية.

مكافحة خنفساء خلايا النحل

لن تنجح السيطرة على الآفة إلا إذا لجأ مربو الحل إلى استخدام مجموعة من التقنيات والمعدات الضرورية التي تنطوي على إدارة الخلية بشكل جيد، والحفاظ على نظافتها، ومراقبتها باستمرار، أهم 3 تقنيات لمكافحتها:

إدارة الخلية

لحماية الخلية من خنفساء خلايا النحل، يجب الحفاظ عليها قوية لتكون قادرة على إنتاج المزيد من النحل. وهو ما يتطلب من المربي إضافة المزيد من إطارات الشمع إلى الخلية حينما يمتلئ ما نسبته 70% منها بعسل النحل أو الحضنة. ويجب التأكد من عدم توفير الظروف الملائمة لتكاثر يرقات الحشرة، مثل وجود الشقوق في الخلايا أو أي مكان يمكن لها أن تضع بيوضها فيه. كما يفضل وضع الخلايا في مكان مشمس وعلى تربة جافة، وتهويتها لعدة ساعات كل فترة للحد من الرطوبة.

كما تعتبر النظافة إحدى أهم التقنيات لحماية الخلية، فيجب إزالة بقايا شمع العسل والإطارات القديمة والحشرات الميتة من الخلية، والتأكد من استخدام أدوات غير ملوثة أو موبوءة في هذه العملية. وعادة ما يلجأ النحّالون إلى استخدام حارق ناري سريع يمرر بسرعة على جميع أجزاء الخلية بعد إزالة الإطارات منها. وتهدف هذه العملية إلى قتل جميع اليرقات والبيوض الموجودة والتي لا يمكن للنحّال إزالتها أو رؤيتها حتى.

الاصطياد

هناك منتجات تجارية وأجهزة محلية الصنع لاعتراض وتقليل عدد اليرقات في الخلية. وتعتمد الأساليب على ميل الخنفساء إلى الابتعاد عن الضوء، وحبها لرائحة العسل وحبوب اللقاح. فيمكن القضاء عليها عن طريق وضع المصائد في أسفل الخلية لتسهيل عملية نزعها، وعادة ما تحوي هذه المصائد على مادة الفيبرونيل التي تقتل الخنفساء حال التصاقها بها.

معالجة المعدات ومنتجات العسل

لا ينصح بمكافحة خنفساء خلايا النحل بالعلاج الكيميائي للمعدات المخزنة أو الشمع او أي من منتجات العسل، لأن المبيدات الكيميائية تلوث معدات المنحل ومنتجات العسل، ويمكن أن تلوث النحل بدوره.

 

اقرأ المزيد:

في النهاية، ينصح جميع النحالين بإعلام الجهات المختصة حال انتشار أي وباء في الخلايا، لتتم مكافحته والسيطرة عليه بالشكل المناسب قبيل انتشاره إلى خلايا ومناحل أخرى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة