فراشة الطماطم Tomato butterfly؛ لنتعرف على طرق مكافحتها ودورة حياتها

المهلب مرهج
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
فراشة الطماطم Tomato butterfly؛ لنتعرف على طرق مكافحتها ودورة حياتها

تعتبر فراشة الطماطم (Tomato butterfly) من الحشرات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب الطماطم (البندورة) والخيار والباذنجان والقرع وغيرها من محاصيل الخضار، وتضعف إنتاجها ومردودها الاقتصادي، كما تزداد الإصابة بها في بعض المناطق وتتفاقم الخطورة، وتنجذب آفات أخرى إلى الحقول، لنتعرف على طرق مكافحتها ودورة حياتها.

آفة فراشة الطماطم

إن فراشة الطماطم مصنفة من الآفات الزراعية التي تصيب محاصيل الخضار الثمرية والورقية. تصيب هذه الفراشة البندورة، والخيار، والكوسا، والباذنجان، والقرع، والفليفلة، والبطيخ، والجبس، والملفوف، والخس. من المعروف أن هذه الفراشة تفضل مهاجمة العائلة الباذنجانية، والعائلة القرعية، وتنتشر في مناطق زراعة هذه المحاصيل في أنحاء العالم. تقدر الأضرار عند تفاقم الإصابة بهذه الآفة بحوالي 40% للبراعم و 60% للثمار في المناطق المتوسطية حيث المناخ الملائم لتطورها وانتشارها.

وصف الآفة

وصف شكل الحشرة

 

إن فراشة الطماطم تتميز بمظهر خاص وشكل استثنائي، وفي ما يلي وصف الحشرة بأطوارها المختلفة:

الحشرة الكاملة

الحشرة الكاملة هي فراشة كبيرة (مندوكة) بطول يبلغ 8 سم، ولها زوجان من الأجنحة الرمادية. تتميز بأن الصدر والبطن عليهما بقع صفراء بعدد 4 بقع في كل جانب بشكل متناظر. هناك خطوط سوداء متماوجة على الأجنحة الأربعة الأمامية والخلفية، كما يوجد قرني استشعار مهدبين رماديين، واللون العام للفراشة هو الرمادي والأسود والأبيض.

يرقة فراشة الطماطم

أما اليرقة أو الطور غير الكامل فهي خضراء بطول 12- 15 سم عند تمام النضج، وهي كبيرة مفلطحة وسميكة الشكل. هناك نظام محدد لبقع سوداء صغيرة منتشرة على امتداد جسم اليرقة، كما توجد هالات صفراء تفصل بين الحلقات وبين بطن وصدر اليرقة.

العذراء

بينما عذارء الآفة أو الطور ما قبل الكامل فتكون مشابهة للفراشة الكاملة لكن بألوان أقل، وتكون مختبئة في شرانقها ضمن الأعشاب، أو تكون ضمن أجزاء معينة في النبات.

الإصابة بفراشة الطماطم

مناطق الإصابة

تتغذى يرقات فراشة الطماطم (الطور الضار) على الأوراق والثمار والبراعم في البندورة والخيار والفليفلة وغيرها من خضار. بعد ذلك، تتلف البراعم بصورة رئيسية بنسبة 40% والأوراق بصورة ثانوية بنسبة 25%، أما الضرر على الثمار فيتراوح بين 50- 60%.

زيادة الإصابة

تزداد الإصابة بالآفة في المناطق المروية التي تزرع فيها البندورة في الهضاب والسهول والسواحل وحيث ترتفع الرطوبة. أيضًا تنعكس الإصابة على المحصول والمردود الذي ينخفض بنسبة كبيرة جدًا في مناطق حوض المتوسط، ودول شرق آسيا.

الخطورة

إن مستوى خطورة فراشة الطماطم مرتفع، لأنها تضعف أماكن الإصابة من ثمار وأوراق وبراعم، وتؤدي لانجذاب آفات خطيرة إلى المحصول أهمها حافرة أوراق البندورة، ودودة ثمار البندورة Helicoverpa armigera، ودودة ورق القطن وغيرها من آفات. انطلاقًا مما تقدم، يلجأ لمكافحة هذه الآفة بمجرد الإصابة بها ضمن حقول الخضار الورقية والثمرية، بتطبيق الوقاية والمكافحة العلاجية.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

أهم 4 أسباب للإصابة بها:

  1. إهمال المزارع لمسافات الزراعة المناسبة عند زراعة البندورة الحقلية.
  2. كما أن وجود آفات أخرى حافرة وصانعة للأنفاق (بصورة أساسية حافرة أنفاق البندورة) تشجع الإصابة.
  3. أيضًا إهمال المزارع لعمليات التقليم السليمة للبندورة يعرضها للآفات وخاصة هذه الآفة.
  4. عدم الاعتناء بحالة حقول الخضار والبندورة بالتسميد والري والتعشيب والعزيق.

دورة الحياة

إن نشاط فراشة الطماطم يكون ربيعي- صيفي بشكل دائم، وفي ما يلي دورة حياة هذه الحشرة:

طور التشتية

تمر الحشرة طور التشتية (فصل الشتاء) بطور اليرقات الصغيرة أو الناضجة ضمن حقول الخضار والأعشاب. كما تكون هذه اليرقات مختبئة في شرنقة حريرية بين النباتات ومنها البندورة والخيار والقرع. ومن الجدير بذكره هنا أن هذا الطور يكون خامل وغير نشط في الشتاء أو الجو الماطر.

طور النشاط

أما طور النشاط فيبدأ مع بدايات الربيع في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل ضمن حقول البندورة الربيعية والصيفية. تهاجر الحشرة عند ارتفاع الحرارة في الربيع إلى 25 مئوية إلى الأغصان، حيث تهاجم البراعم وحوامل الأزهار وتحدث فيها أضرارًا هائلة.

سلوك اليرقات

في الحقيقة، تتلف اليرقة الواحدة عدة براعم قبل اكتمال النمو، فتزداد نسبة الأضرار على البراعم أو على حوامل الأزهار. كما تصيب اليرقة الثمار عند التفتح وتحفر في ثمار البندورة بشكل قوي وتسبب أضرار فادحة أيضًا. بعد ذلك، تهاجر اليرقة المكتملة النمو ثانية إلى ساق محصول الخضار فتتحول إلى عذراء ضمن شرنقة حريرية ويتم هذا في أواخر نيسان/ أبريل وأوائل أيار/ مايو. تقوم اليرقات بعملية تحولها في شرانق تغزلها بين الأوراق، أو على الأغصان، أو على حوامل الثمار، أو ضمن التربة على عمق 5- 12 سم.

متابعة التطور

تبدأ الحشرات الكاملة أو الفراشات بالظهور مع أواخر أيار/ مايو وأوائل حزيران/ يونيو في حقول البندورة والخضار. يتم التزاوج ثم تضع الأنثى تقريبًا 150 بيضة بشكل مجموعات تحتوي كل منها على 15 بيضة. غالبًا ما يتم الوضع على الأوراق وحوامل البراعم الزهرية في البندورة والخيار. بعد حوالي 7- 12 يوم يفقس البيض، حيث تخرج اليرقات وتتغذى على الأوراق بشراهة ثم البراعم فالثمار.

الجيل الثالث

يكتمل نمو اليرقات في أواخر تموز/ يوليو فتتحول إلى عذراى على أجزاء نبات البندورة والخيار وبقية محاصيل الخضار. بعد ذلك، تعطي فراشات كاملة (مندوكة) مع نهايات تموز/ يوليو أو شهر آب/ أغسطس. تتزاوج حشرات هذا الجيل ثم تضع الأنثى البيض من جديد بحوالي 100 بيضة. تتغذى اليرقات الخارجة من البيض لفترة محدودة ريثما تصل إلى أواخر العمر الثالث فتشتي من جديد معيدة دورة الحياة ضمن حقول محاصيل الخضار الثمرية والورقية.

مكافحة وعلاج فراشة الطماطم

سبل مكافحة هذه الآفة الضارة

مكافحة علاجية

عند مكافحة وعلاج فراشة الطماطم تستعمل مبيدات تنفع بالملامسة مثل المبيد كارباريل Carbaryl الذي ينفع مع فراشات الأنفاق. يمكن أيضًا مزج المبيد المذكور مع مادة سكرية (سكروز) ويضاف المزيج إلى مصائد خشبية كرتونية توزع في حقول الخضار المصابة، وهذا ينفع كثيرًا في صيد الفراشات. كذلك يمكن وضع مادة لاصقة على أجزاء النبات فتعلق اليرقات بها وتموت، كما تكافح اليرقات بسهولة باستخدام المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl أو ميتا- سيستكوس. يراعي الفلاح قدر الإمكان الرش مباشرة في أوائل الربيع في نيسان/ أبريل.

مكافحة حيوية

تربى أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة في حقول البندورة بحيث تكون متخصصة باليرقات Larva، ويمكن أن توجد هذه الأعداء في الطبيعة مثل المفترسات Coccinella من فصيلة أبو العيد. أيضًا يمكن زراعة الفول في دورة زراعية مع البندورة أو المحاصيل الباذنجانية وهذا يسمح لمفترسات أبو العيد بالتكاثر على نباتات الفول، وبذلك تزداد منافع المكافحة الحيوية، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في الحقول المصابة.

إجراءات الإدارة المتكاملة للبستان

من أجل الإدارة المتكاملة لفراشة الطماطم تتبع جملة من الإجراءات أهمها إجراءات أساسية وأخرى ثانوية.

إجراءات أساسية

يحرص المزارع على التخلص تمامًا من بقايا المحاصيل الخضرية الثمرية والورقية والمخلفات بعد الحصاد. كما يباعد المزارع ما بين الحقول من أجل الأشجار المثمرة، ويفصل زراعة البندورة عن غيرها من الزراعات. أيضًا يزرع الفلاح البندورة على مسافات مناسبة 40 سم بين النبات والآخر و 40 سم بين الصف والآخر، ثم يجري المزارع مراقبة دورية للأشجار في الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل وآذار/ مارس. أما عند حدوث الإصابة والضرر يستعمل المزارع المبيد الاستئصالي للفراشة واليرقة وهو المبيد كارباريل (Carbaryl).

إجراءات ثانوية داعمة

يقلم المزارع البندورة بشكل جيد، ويزيل الأفرع الزائدة الخارجة من آباط الأوراق، ويعتني بتقليم الفروع القريبة من سطح التربة. أيضًا يعتني الفلاح بمد تربة الخضار الورقية والثمرية بكميات متوازنة من الأسمدة الآزوتية، والبوتاسية، والفوسفاتية، لتقوية مناعة النباتات ضد الآفات. كما يجب على المزارع التخلص بصورة نهائية من الأعشاب الضارة التي تتيح للعذارى الساكنة بالتواجد ضمنها والتكاثر في حقول الخضار. مع بدايات الربيع يوزع الفلاح مصائد خشبية مدعمة بالمبيد والمادة السكرية بين خطوط الخضار.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على فراشة الطماطم كآفة ضارة بالبندورة ومحاصيل الخضار. كما يكون الفلاح قد أدرك خطورة هذه الآفة وسبل مكافحتها السليمة ووقاية محاصيله الورقية والثمرية الخضرية منها. يجب على المزارع والفلاح أن يكون حريصًا على حقول البندورة والخيار والقرع وغيرها من العوامل الممرضة والآفات الحشرية التي تؤدي إلى الخسارة وموت المحصول.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة