الصدأ الأصفر في القمح

خيرية جابر
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 9 أبريل, 2024
بواسطة خيرية جابر
الصدأ الأصفر في القمح

يعتبر القمح أحد أهم المحاصيل الزراعية في العالم، نظراً لأهميته الكبرى في النواحي الاقتصادية وتصنيع المنتجات الغذائية. ويعتبر القمح المصدر الأساسي في تصنيع العديد من المأكولات. وبالتالي مصدر مهم لتأمين العناصر والحاجات الغذائية لأغلب البشر. وتجدر الإشارة إلى أن الطلب على القمح ومنتجاته في ازدياد دائم. لكن زراعة القمح تتطلب موارد كثيرة. لذا يجب النظر بعين الاعتبار إلى مختلف الآفات والأمراض التي قد تهدد محصول القمح. ومن أبرز الأمراض التي تهدد محصول القمح هو مرض الصدأ الأصفر أو المخطط. فما هو؟ وماهي طرق انتشار الصدأ الأصفر؟ وماهي أعراض الإصابة بالصدأ الأصفر وطرق مكافحته؟

تعريف مرض الصدأ الأصفر

مرض الصدأ الأصفر أو الصدأ المخطط هو مرض نباتي، وهو واحد من أمراض الصدأ الثلاثة التي قد تصيب محصول القمح. هذه الأمراض بالإضافة إلى مرض الصدأ الأصفر هي مرض صدأ الأوراق، ومرض صدأ الساق. أما المسبب الرئيسي لمرض صدأ القمح هو الآفات الفطرية. وقد تؤدي هذه الآفات إلى تدمير المحصول والتسبب بخسائر فادحة إذا لم يتم كشف ومعالجة المشكلة مبكراً.

تتسبب آفة فطرية تسمى Puccinia striiformis f. sp. tritici بمرض الصدأ الأصفر. وهذه الآفة تصيب أنواع مختلفة من القمح، ومنها القمح الصلب والطري. وتتميز هذه الآفة الفطرية بالتالي:

  • لها دورة حياة معقدة لا تكتمل إلا داخل المضيف المناسب لها ومن هذه المضيفات القمح.
  • تتميز بأن لها سلالات مختلفة تسبب الأضرار بدرجات متفاوتة.
  • تتميز بقدرتها على تطوير سلالات جديدة أكثر شراسة وأكثر قدرة على تخطي أساليب المكافحة.

كيفية انتشار الصدأ الأصفر

تنتشر الآفة الفطرية المسببة للصدأ الأصفر عن طريق الرياح. وبالتالي يمكن أن تنتقل إلى مساحات شاسعة وبعيدة عن المصدر الأساسي. وحتى يمكن أن تنتقل من دولة إلى أخرى.

الجو المناسب لانتشار الصدأ الأصفر هو الجو المعتدل، البارد إلى حد ما، والرطب. بحيث تعتبر درجات الحرارة التي تتراوح بين (7 و15) الأنسب لانتشاره. كما يساهم هطول الأمطار المتقطعة، أو الندى بانتشار الآفة الفطرية بشكل أسرع. إذاً تتوفر الأجواء المناسبة للآفة الفطرية لإكمال دورة حياتها والانتشار في أواخر الشتاء وبداية فصل الربيع.

تحتاج هذه الآفة التي تسبب الصدأ الأصفر في القمح إلى عشرة أيام تقريباً لإكمال دورة حياتها. تقوم خلالها بتصنيع نوع من الأبواغ الذي قد ينتشر في الأرض المزروعة ويصيب نباتات أخرى غير مصابة في المحصول، ومن ثم تبدأ الدورة مجدداً. الأمر الذي يعرض الموسم لخطر الإصابة على دفعات مختلفة.

أعراض الإصابة

أعرض الصدأ الأصفر أو المخطط

يصيب الصدأ الأصفر الأجزاء الخضراء من القمح وهي:

  • الأوراق (leaves).
  • أغماد الأوراق (leaf sheath).
  • العصفيات أو قشور الحبوب (glumes).
  • السفا (awns).

أما أعراض الإصابة بالصدأ الأصفر فهي على الشكل التالي:

  • ظهور خطوط متوازية تتألف من بثور صفراء صغيرة، وقد يظهر اللون أقرب إلى البرتقالي.
  • في حال كانت الإصابة بمراحل متقدمة أكثر، تجف الأجزاء المصابة ويصبح لونها أقرب إلى البني.
  • يؤثر الصدأ الأصفر على نمو القمح، ويؤدي إلى ضمور قي النباتات المصابة في حال كانت الإصابة مبكرة وأكثر شراسة.

طرق المكافحة الصدأ الأصفر في القمح

مواجهة الصدأ الأصفر في القمح

يمكن اتخاذ إجراءات مختلفة من أجل مكافحة الصدأ الأصفر في القمح:

مراقبة المحصول

الخطوة الأولى التي يجب اعتمادها هي الحرص على مراقبة المحصول باستمرار. خصوصاً في حال توفرت الظروف الملائمة لانتشار الصدأ الأصفر في القمح. لذا على المزارع أن ينظر إلى الأعراض التي تظهر على القمح، والتأكد من نوع الآفة وذلك من أجل اعتماد أساليب المكافحة الأنسب لكل حالة.

استخدام المبيدات الزراعية

وفي هذه الحالة يمكن استخدام مبيدات الآفات الفطرية للسيطرة على انتشار الصدأ الأصفر في المحصول. ولكن يجب مراجعة المختصين لاختيار التركيبة الأفضل لمكافحة الآفة الفطرية، والالتزام بالتعليمات التي تحدد كيفية الاستخدام الصحيح للمبيدات الفطرية.

زراعة المحاصيل المقاومة للأمراض

من المهم عند اختيار أي صنف من أصناف القمح للزراعة التعرف إلى أنواع الآفات التي قد تؤثر عليه لاحقاً. وبالتالي يمكن اختيار الأصناف المقاومة للأمراض. يوجد العديد من أصناف القمح التي تم تعديلها وراثياً لكي تصبح أكثر قدرة على مقاومة الآفات والأمراض.

التنويع في الأصناف المزروعة

تختلف الآفات التي قد تصيب كل صنف من أصناف القمح. لذلك، يمكن التنويع في أصناف القمح المزروعة. وذلك من أجل الحد من انتشار الآفة إلى المحصول كله. ففي حال وجود آفة معينة تهدد أحد الأصناف المزروعة، يمكن إلغاء احتمالية انتقالها للصنف الآخر المقاوم للآفة، وبالتالي الحد قدر الإمكان من نسبة الخسائر.

الصدأ الأصفر في القمح، يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحصول إذا لم يتم تدارك المشكلة بشكل سريع. لذلك يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة للعمل على مكافحته والحد من انتشاره. ويجب الالتفات إلى أن الآفة الفطرية المسببة قادرة على تطوير سلالات مقاومة لبعض أساليب المكافحة. فيبقى الحل الأمثل هو المراقبة الدائمة للمحصول لكشف الصدأ في بدايته.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة